
أمانى الموجى
لفاقدى البصر: إنها ثورة شعب وليست انقلاباً
المشهد كان عظيماً..
الصورة جاءت رائعة..
الموقف كان حاسماً..
لقد احتشد ملايين المصريين فى ميادين مصر الجمعة الماضى تلبية لدعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع لتفويض الجيش والشرطة لمواجهة العنف والإرهاب.
جاءت الاستجابة سريعة من جانب المصريين وشارك فيها كل الفئات والطوائف يهدفون لدعم استقرار الوطن وحماية الدم المصرى.
إنها لحظة فارقة فى تاريخ مصر كشف بحق عن حقيقة الشعب المصرى ودعمه لقواته المسلحة لتحقيق الاستقرار.
جاءت هذه الحشود الهائلة والملايين فى ميادين مصر لتؤكد للعالم كله أنها ثورة شعب وليست انقلاباً ولتثبت لفاقدى البصر أن شعب مصر بجميع طوائفه يقف خلف قواته المسلحة ويدعم مهمتها فى تحقيق الاستقرار.
والآن دقت ساعة العمل وحان الوقت للانتاج.
الان.. علينا ان ننظر للمستقبل
لقد عانى الاقتصاد المصرى شديداً منذ 25 يناير 2011 حتى الان.. كان الاقتصاد المصرى هو ضحية الخلافات السياسية وحالة عدم الاستقرار التى عاشتها مصر طوال الفترة الماضية.. دفع الاقتصاد المصرى فاتورة الصراعات والانقسامات فقد تراجع الاحتياطى النقدى الاجنبى وتوقفت المئات من المصانع عن العمل وتشرد الآلاف من العمال وانهار القطاع السياحى وتراجعت الاستثمارات وتراجعت معدلات النمو.. الخسارة كانت فادحة وعلينا الان ان نسعى جميعا لاصلاح الاوضاع وبدء صفحة جديدة لإنقاذ الاقتصاد المصرى.
لقد جاء دعم الأشقاء العرب والمليارات التى بدأ وصولها بالفعل من المملكة العربية السعودية والامارات والكويت وقريبا البحرين لتكون داعما للاقتصاد المصرى ونحن نشكر الاشقاء العرب على دعمهم ومساندتهم لشقيقتهم الكبرى مصر فى أزمتها، ولكن هذه المساعدات لن تكون بديلاً عن زيادة الإنتاج لابد أن نعتمد على أنفسنا ولم يعد مقبولاً الآن الاستمرار فى الاعتماد على الأشقاء العرب لأن هذه المساعدات جاءت فى ظروف محددة وستتوقف وهى مجرد إنقاذ مؤقت للاوضاع ولن تغنى عن العمل والعودة للانتاج وعلينا أن ندرك ان مصر لن يبنيها سوى ابنائها، وأن نبدأ فوراً فى العمل الجاد، والإنتاج الذى يبهر العالم بجودته حتى يستعيد المنتج المصرى سمعته التى يحظى بها عالميا.
ان مصر تمتلك من الموارد ما يجعلها من أغنى بلاد العالم لكن علينا فقط ان نعرف كيف نستغل هذه الامكانات والموارد واستخدامها فيما هو فى صالح مصر.. ولدينا من الخبرات والكفاءات ما يمكن ان يساهم فى جعل مصر نمراً اقتصادياً فى المنطقة.
مصر ليست أقل من دول أخرى نجحت وتحولت الى قوى اقتصادية على الخريطة العالمية.. بل ان مصر يمكنها أن تفوق دول عديدة وأن تحتل المقدمة وتحقق الهدف المنشود.
ما ينقصنا فقط هو الارادة الحقيقية للنهوض بمصر حتى تحتل مكانتها اللائقة وسط الامم.
كفى ما ضاع فقد كادت عجلة الإنتاج أن تصدأ من التوقف والمحلات التجارية لا تجد مشترين والركود أصاب السوق المصرى.
اليوم يجب أن نستفيق مما نحن فيه، ونبدأ فورًا معركة العمل لاستعادة مصر، واستعادة ثقة رجال الأعمال المصريين الشرفاء ليعيدوا افتتاح مصانعهم، والمستثمرين العرب والأجانب لإعادة ضخ استثماراتهم وإيجاد فرص عمل، و«إنعاش» الاقتصاد.
لقد شهد الاسبوع الماضى لقاءات مكثفة بين وزراء المجموعة الاقتصادية ومنظمات رجال الاعمال سواء الغرف التجارية او الصناعية او جمعيات المستثمرين وتم خلال هذه اللقاءات طرح الرؤى وتبادل وجهات النظر حول كيفية النهوض بالاقتصاد المصرى.. وطرح ممثلو القطاع الخاص مطالبهم وأفكارهم ولعل هذا يعد بداية جيدة للحكومة الجديدة حتى تبدأ فى اتخاذ الاجراءات التى من شأنها بداية التحرك وهذا التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص يعد بداية ومؤشر جيد للعمل والإنتاج.
لقد ناقش الجميع رؤيتهم للاقتصاد المصرى لما بعد 30 يونيو وكانت هناك أفكار جيدة فى مقدمتها ضرورة تنمية وتشجيع الاستثمار فى الصعيد ومنح حوافز لإقامة المشروعات الجديدة فى الجنوب وهو ما يعد حافزاً لرجال الأعمال لضخ استثمارات جديدة فى الصعيد وبالتالى توفير فرص عمل للشباب وتحقيق تنمية حقيقية فى هذه المنطقة الغالية من أرض مصر.
وطرح المستثمرون ورجال الأعمال أيضاً رؤيتهم حول ملف الدعم خاصة فى مجال الطاقة.. وهذا الملف يعد من أبرز التحديات التى تواجه أى حكومة ومن هنا لابد من إسدال الستار على ملف دعم الطاقة خاصة أن هناك مناقشات عديدة جرت فى هذا الشأن وشارك فيها الجميع.
وبالتالى الأمر لا يتطلب سوى برنامج واضح ومحدد الأهداف ويتم التطبيق على مراحل وبالتدريج حتى يمكن إغلاق هذا الملف نهائياً.
هناك قضايا عديدة فيما يتعلق بالإصلاح الاقتصادى ومن أهمها قضية علاج عجز الموازنة العامة للدولة وهى قضية نعانى منها منذ سنوات ويمكن حلها من خلال مجموعة من الإجراءات فى مقدمتها ضم الصناديق الخاصة للموازنة العامة للدولة فهذا المطلب أثاره الخبراء منذ سنوات ولم يتم الاستجابة له حتى الآن هناك أيضاً قضية إصلاح منظومة الضرائب والتى تتطلب تحديد أوجه القصور فى هذه المنظومة وضرورة إصلاحها بحيث يصبح النظام الضريبى فى مصر كما هو فى جميع أنحاء العالم.
ما نأمله فى الفترة القادمة ان يضع الجميع مصلحة الوطن فى المقدمة وأن تبدأ حقا معركة الإنتاج فهذه هى المعركة الحقيقية التى يجب ان يخوضها الجميع حتى نعبر بمصر الى بر الامان.
أفيقوا يرحمكم الله. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.