السوق العربية المشتركة | نصر أكتوبر .. والعبور الجديد لتنمية سيناء

السوق العربية المشتركة

الأربعاء 14 مايو 2025 - 00:20
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
نصر أكتوبر .. والعبور الجديد لتنمية سيناء

نصر أكتوبر .. والعبور الجديد لتنمية سيناء

تعيش مصر هذه الايام افراح ذكرى نصر اكتوبر المجيد.. فاليوم تمر 40 عاما على ذكرى انتصار 6 اكتوبر 1973.. ذلك اليوم الذى سطرت فيه قواتنا المسلحة والجيش المصرى العظيم ملحمة كانت حديث العالم حيث تمكن الجيش المصرى من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف .



وكلما حلت ذكرى النصر‏..‏ تذكر العالم كله بطولات جيش مصر العظيم‏..‏ يوم أن ذاق العدو الإسرائيلى مرارة الهزيمة وعادت لجيش مصر البطل عزته وكرامته‏،‏ هذا النصر الذى تحتفل مصر وجيشها الأعظم بذكراه الأربعين‏،‏ لم يكن من قبيل المصادفة وإنما كان بالبذل والتضحية والعرق والفداء لرجال مصر الأوفياء الذين أحبوا تراب الوطن حتى حققوا لمصر النصر فى المعركة‏،‏ وها هم يواصلون العطاء تنمية ورخاء واستقرارا ومواجهة حاسمة مع الإرهاب فى سيناء بعد أن حاول الأعداء تدنيسها مرة أخرى بنوع جديد من خفافيش الظلام التى لا ترحم‏..‏ فشعب مصر الذى صمد وضحى يجنى الآن ثمار النصر يملؤه العزم والإرادة تحت قيادة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه‏.‏

لم يكن نصر أكتوبر وليد المصادفة لكنه كان نتيجة حتمية لعمل متواصل قامت به قواتنا المسلحة و‏أعمال بطولية قام بها رجال مصر.. هذه البطولات النادرة التى ضحى خلالها جنود مصر الأوفياء بأرواحهم ودمائهم وسطروا بأحرف من نور سجلات المجد فى تاريخ مصر الحديث‏،‏ وأثبتوا للشعب أن قواته المسلحة ستظل تحمى تراب مصر المقدس مهما كانت التضحية‏.‏

وتأتى احتفالات اكتوبر هذا العام مختلفة عن الاعوام السابقة فى ظل الظروف التى شهدتها مصر وما ترتب عليها من تداعيات حيث قدمت القوات المسلحة على مدار هذا العام ملحمة بطولية جديدة لا تقل أهمية عن نصر اكتوبر المجيد‏..‏

هذا النصر الذى تمر عليه اليوم الذكرى الأربعون يتوافق مع ما حققه شعب مصر الذى انجز ثورة عظيمة فى الثلاثين من يونيو ‏2013‏م بتعاون مشترك بين الشعب والجيش وبعد أن تعهدت القوات المسلحة بتحقيق مطالب الشعب فى ثورته المباركة وليصبح احتفالنا هذا العام ذا طعم خاص نتذكر البطولات ونقف احتراما للإنجازات ونقدم الشكر والعرفان لجيش مصر العظيم الذى وقف بجانب الشعب من أجل الاستقرار والديمقراطية ومحاربة الإرهاب.. ولذلك فإن رجال القوات المسلحة أبطال الأمس من جيل أكتوبر وقادة اليوم فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة الفريق اول عبدالفتاح السيسى وبعد مرور‏ 40‏ عاما على النصر يقفون اليوم مرفوعة هاماتهم حراسا فى البر والجو والبحر حماة للوطن وشرعيته الثورية، يعاهدون شعب مصر على التفانى فى أداء واجباتهم، مؤكدين ولاءهم للوطن.. جندا أوفياء للمسئولية الوطنية التى يحملون أمانتها دفاعا عن عزة الوطن وسلامة أراضيه وصونا لكرامته ومقدساته لتظل مصر دائما واحة أمن وأمان لكل أبنائها وليظل لها دورها القيادى والرائد فى هذه المنطقة من العالم لتحقق الثورة مزيدا من النجاح، يعبرون بمصر من الإرهاب الى الديمقراطية ومن التخلف الى العلم، لتصبح مصر دولة فتية تواكب العصر بسواعد رجالها وشبابها الاوفياء‏ .

واليوم ونحن نحتفل بذكرى النصر علينا ان نبدأ مسيرة العمل والتنمية وأن نبدأ عبورا جديدا لتحقيق التقدم والرخاء وتحقيق الطموحات فى مستقبل افضل لمصر، وعلينا ان ندرك ضرورة تعمير سيناء التى حاربنا من اجلها، حيث يمثل مشروع تنمية سيناء أهمية كبيرة، فسيناء هى بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول ومسار الأنبياء وأرض التواصل بين قارتى آسيا وأفريقيا، لذا يعد هذا المشروع عبورا ثانيا للشعب المصرى، والدعامة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء، والانطلاقة الكبرى نحو إعادة توزيع السكان على صحراء مصر الشاسعة والغنية بخيراتها .

وسيناء غنية بالثروات الطبيعية وفى مقدمتها الثروة المعدنية والبترولية، التى تعد من أهم مصادر الثروة الاقتصادية، حيث تتمركز مصادر إنتاج البترول الخام على الساحل الشرقى لخليج السويس.. كما توجد فى سيناء مجموعة من المعادن الأخرى مثل المنجنيز والحديد والفحم والجبس والكبريت والفوسفات .

سيناء ايضا غنية بالشواطئ وذات موقع متميز وهو ما يمكن ان يتم استغلاله فى اقامة صناعات عديدة بجانب اقامة مناطق لوجستية تخدم عمليات الملاحة الدولية، وهذا بجانب اذا ما نجحت الدولة ايضا فى مشروع تنمية محور قناة السويس فإن ذلك من شأنه ان يمثل أهمية اقتصادية خاصة ويدفع بالاقتصاد المصرى خطوات كبيرة للامام .

ومشروع التنمية الشاملة لسيناء يجب أن يشمل جميع النواحى والمشروعات الاقتصادية المتمثلة فى الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة وما يتبعها من مشروعات خدمية، وبالتالى اتاحة فرص عمل جديدة لشباب الخريجين والخروج من الوادى الضيق وتكدس السكان فيه إلى رحابة سيناء، التى تمثل ٦% من مساحة مصر .