السوق العربية المشتركة | الخبز والسولار أزمات لا تنتهى

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 15:14
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
الخبز والسولار أزمات لا تنتهى

الخبز والسولار أزمات لا تنتهى

على مر السنوات يعانى المصريون أزمات عديدة.. وتأتى فى المقدمة أزمتا الخبز والمواد البترولية بصفة عامة «بنزين وسولار وبوتاجاز»، هذه الأزمات متوارثة منذ عهود سابقة وتواصلت فى العهد الحالى بل زادت حدتها.



ولعل ما أشعل هذه الأزمات هو تطلعات المواطنين بعد ثورة 25 يناير بتحسن الأوضاع وتوافر هذه السلع الإستراتيجية بسعر مناسب وجودة مرتفعة ، لكن لم يتحقق ذلك حتى الآن.

ولعل ما أشعل هذه الأزمات هو تطلعات المواطنين بعد ثورة 25 يناير بتحسن الأوضاع وتوافر هذه السلع الإستراتيجية بسعر مناسب وجودة مرتفعة ، لكن لم يتحقق ذلك حتى الآن.

وقد دارت مفاوضات ومناقشات بين أصحاب المخابز والوزارة، لكن لم يتم التوصل لاتفاق بين الطرفين فكل منهما يتمسك بموقفه.

أصحاب المخابز يرون أن تكلفة الخبز الحالية مرتفعة ولا بد من إعادة النظر فيها فى ظل ارتفاع أسعار معظم الخامات وأدوات الانتاج، فى حين أن الوزارة ترى أن منظومة الخبز لا بد من تعديلها بحيث توقف ما كان يتم من عمليات تهريب للدقيق المدعم.

الثقة أصبحت غائبة بين الطرفين، وهنا تكمن الأزمة، والأمر يتطلب نوعًا من الحكمة والتعقل فى إدارة الأزمة حتى لا يتم التلاعب بقوت الغلابة، فرغيف الخبز لا غنى عنه للمواطن، ولا بد أن يصل للمواطن بالسعر المدعم وبجودة جيدة لكن فى نفس الوقت وقف عمليات تهريب الدقيق المدعم.

هذه هى المعادلة التى يجب أن يسعى الجميع لتحقيقها حتى تستقر الأوضاع، فدعم رغيف الخبز يمثل جزءاً مهماً من موازنة الدولة وبالتالى لا بد أن يصل هذا الموسم لمستحقيه.

أما أزمة السولار.. وهى الأشد وطأة حاليا.. فتتطلب ضرورة التحرك بسرعة حتى ينتهى المشهد الذى يتكرر يومياً أمام محطات البنزين، والطوابير الطويلة للسيارات التى تعرقل حركة المرور فى شوارع المدن.

وحتى الآن فشلت كل الجهود فى حل مدة الأزمة فى ظل تصريحات بعض المسئولين بطرح كميات كبيرة من السولار وضخها فى السوق لكن لا يعلم أحد أين تذهب؟

الأمر يتطلب ضرورة تشديد الرقابة حتى يتم وقف عمليات تسريب السولار ومعرفة من وراء ذلك.

إن قضية ترشيد الدعم، خاصة دعم المواد البترولية والخبز، تتطلب تكاتف كل الجهود من أجل التوصل الى حلول مناسبة.. بما لا يرهق الموازنة العامة للدولة.. وبما يسهم فى توفير وإتاحة هذه السلع بسهولة ويسر للمواطن.

وحتى تنتهى هذه الأزمات وتختفى الطوابير التى يعانى منها المصريون يومياً لا بد من خطة ورؤية متكاملة تقودها الحكومة ويساهم فى تنفيذها الجميع.

مصر أم الدنيا

يحتفل المصريون هذه الأيام بعيد الأم، وقد أوصى الحق تبارك وتعالى بالأم، كما حثنا رسوله صلوات الله وسلامه عليه على برها٫

ولقد أوصى القرآن الكريم بالأم، وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها.. فقال سبحانه: “ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله فى عامين أنْ اشكر لى ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحِبْهما فى الدنيا معروفاً”.

وسُئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مَن أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: “أمك”.

قيل: ثم من ؟ قال: “أمك”. قيل ثم من؟ قال “أمك”. قيل ثم من؟ قال: “أبوك”.

وفى الحديث الشريف.. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- “الجنة تحت أقدام الأمهات”. وخلال الاحتفال بعيد الأم يتبارى الأبناء فى جلب وشراء الهدايا للأم.. اعترافاً بفضلها وما تحملته من متاعب فى تربية الأبناء. وإذا كان الجميع يحتفل بالأم هذه الأيام فيجب علينا ألا ننسى الأم الأكبر «مصر».. وأن نتذكرها جميعاً.

«مصر» أم الدنيا.. وعلينا جميعاً تكريمها وتقديم أجمل الهدايا لها، ويكون ذلك بالحفاظ عليها ووقف الخلافات الحالية وضرورة التوافق وتحقيق الاستقرار.

إن كل التيارات المتنازعة حاليا عليها أن تتذكر «أم الدنيا».. وأن تتخلى وتتازل من أجل مصر.. وأن يسعى الجميع للعمل على لم الشمل وتحقيق المصالحة.. وأن نخرج من نفق الصراعات الحالى ونعبر بمصر إلى بر الأمان.. ونبدأ رحلة البناء والتعمير والرخاء.

مصر الآن تعانى وتتألم.. وعلينا جميعاً أن نسعى لوقف هذه المعاناة وعودة الاستقرار والأمن.. وهذه تكون أجمل هدية نقدمها لمصر «أم الدنيا».