
أمانى الموجى
لماذا لا يوجد جهاز لإدارة الأزمات والكوارث؟
حزن.. ألم.. بكاء
هذا هو حال المصريين حالياً بعد الحوادث والكوارث التى شهدتها البلاد مؤخراً.. والتى بدأت من حادث قطار أسيوط الذى أدى لوفاة 51 طفلاً ثم سقوط عشرات الضحايا ما بين قتلى ومصابين فى حوادث الطرق.. ثم حادث قطار البدرشين.. ثم انهيار عقار الإسكندرية.. وقطار أرض اللواء.
مصر تتعرض للكوارث منذ سنوات وليس الآن فقط، فقد شهدت مصر زلزالاً عنيفاً فى أكتوبر 1992، وحادث قطار الصعيد الذى راح ضحيته أكثر من 390 مواطناً، وإصابة المئات ثم حادث عبارة الموت فى 2006 ثم حوادث القطارات المتلاحقة وانهيار العقارات.. خاصة فى الإسكندرية.. وكل هذه الحوادث والكوارث تخلف وراءها سقوط المئات من الضحايا سواء قتلى أو مصابين.
ولعل التساؤل الذى يطرح نفسه الآن: متى نتعلم الدرس؟ وكيف نتعامل مع هذه الأزمات والكوارث المتلاحقة؟
مثل هذه الحوادث والكوارث تقع فى الكثير من الدول لكن الفارق يتمثل فى أسلوب التعامل مع الأزمة، فهناك إدارات وأجهزة تتحرك سريعاً وهو ما يقلل من حجم الخسائر سواء المادية أو البشرية.
فى هذه الدول هناك احترام لقيمة الإنسان وكرامة المواطن.. فالإنسان فى الدول المتحضرة والمتقدمة قبل كل شىء، ولهذا يتم تسخير جميع أجهزة الدولة لإنقاذ حياة المواطن ومساندته فى الأزمة.
نحن فى مصر حتى الآن لا نعرف القيمة الحقيقية للمواطن ولحياة الإنسان.. وحتى بعد ثورة يناير مازال التعامل بنفس الفكر والأسلوب القديم، فأجهزة الدولة لا تتحرك إلا بعد تفاقم الأوضاع وهو ما يؤدى لزيادة الخسائر. وإذا كانت التركة الموروثة منذ العهد السابق ثقيلة لكن هذا ليس مبرراً حتى نقف نولول ونبكى على ما يحدث دون تغيير الفكر والمنهج فى التعامل مع الأزمات والكوارث.. فالثورات لا بد أن تؤدى لحياة أفضل ولا بد أن يشعر معها المواطن بالفارق.
إننا حتى الآن لم نتعلم كيف ندير أزماتنا.. ونفتقد التعامل العملى مع الكوارث رغم وجود مراكز متخصصة فى هذا المجال.. فلماذا لا نستفيد من الخبرات والكفاءات الموجودة فى هذه المراكز العلمية؟!
ولا بد من وجود جهاز لإدارة الأزمات والكوارث له قانون خاص ويتم توفير كل الإمكانات المادية والبشرية، وأن يعمل وفقاً لأسس علمية واضحة بدلاً من استمرار حالة اللامبالاة التى نتعامل معها فى معظم الكوارث التى تحل بمصر.. لا بد من جهاز يمتلك الرؤى للتعامل مع مثل هذه الأزمات حتى نوقف نزيف الدم ونقلل من الخسائر.
ذكرى المولد النبوى الشريف
تمر السنوات وتمضى أيام الحياة وتبقى ذكرى رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نبراساً نقتدى به ونتعلم منه.. وتبقى رسالة نبينا الحبيب نوراً يضىء العالم.
وهذا الأسبوع تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوى الشريف ولعل هذه الذكرى نتخذ منها الدروس والعبر التى يجب أن نتعلم منها فى حياتنا المعاصرة ولعل أهمها كيف يمكن وأد الخلافات والانقسامات التى يشهدها مجتمعنا حالياً، فقد نجح رسولنا الكريم فى جميع شمل القبائل العربية تحت لواء الإسلام.وعلينا الآن أن نستلهم من ذكرى المولد النبوى السماحة فى التعامل ونبذ التعصب والفرقة وكيفية عودة الوئام والمحبة فهل نتعلم الدرس جيداً من ذكرى رسولنا الحبيب؟