السوق العربية المشتركة | "من موسكو مع خالص الحب"

السوق العربية المشتركة

السبت 3 مايو 2025 - 11:44
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
"من موسكو مع خالص الحب"

"من موسكو مع خالص الحب"


لم تكن رحلتى الأسبوع الماضى للعاصوة الروسية ولأول مرة .. كما توقعت قبل سفرى ، حيث كنت أتوقع أن آثار الإشتراكية لا تزال مسيطرة على البلاد بشكل أو بآخر ، وأن الحالة العامة للشعب الروسى ستكون متواضعة وخاصة مع ما سمعت عن الدولة من رخص نسبى بأسعار تكاليف الحياة ... إلا أن الصدمة قد جاءت من حيث لا أحتسب بدءاً من الضخامة النسبية لمطار (Sheremetyevo) وهو إحدى ثلاثة مطارات دولية يمكن السفر منها والهبوط فيها للعاصمة الروسية (موسكو)!! والذى يبعد عن قلب العاصمة بما لا يقل عن 40 – 50 كم يمكن قطعها خلال نصف ساعة بالقطار السريع ، ومن ثم التعامل مع وسائل المواصلات الأخرى للوصول إلى مقصدك وعلى رأسها شبكة مترو الأنفاق التى لا يمكن وصفها إلا بـ (حدث ولا حرج) ليس فقط لضخامتها ولا حتى لنظافتها ، بل وأيضاً لمدى تمتعها - بشكل عام - بتصاميم كلاسيكية وكأنها تعود لفخامة عصور قياصرة روسيا العظماء..



ليس هذا فحسب ، بل يمكنك القول بأنك قد تتخيل أن أكثر من خمسين بالمائة من خط إنتاج مرسيدس لسيارتها الفاخرة جداً (S-Class) قد وجه إلى سوق موسكو للسيارات ، بخلاف السيارات الأخرى الفاخرة شأن بنتلى ، رينج روفر ، ليكزس ، إنفينتى ، كاديلاك و BMW .. وبالوقت نفسه تجد أن الجميع يعمل فى منظومة متكاملة ، فحتى عمال الرصف والتجميل بالطرق يعملون كمجموعات تحت إشراف أحد المشرفين بنفس التوقيت لضمان سرعة ودقة العمل.

أما أرض معارض مركز (كروكس) التى إستضافة إحدى قاعاتها معرض busworld Moscow الذى كنت أقوم بزيارته فهى إحدى أكبر مراكز المعارض التى قمت بمصادفتها بحياتى مع مساحات عرض تبلغ 405,000 متر مربع وهو ما يبلغ أكثر من 10 أضعاف مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات – الذى أذلنا جميعا خلال السنوات الأخيرة بكونه المكان الحصرى الوحيد بمصر لإستضافة المعارض الدولية كبيرة الحجم نسبياً – وهو ما يبعث حقاً على الإحباط.

وفى الوقت نفسه الذى تحتل فيه العملة الروسية المحلية (الروبل) مكانة متدنية بين سائر العملات الحرة الشهيرة وخاصة مع إمكانية تحويل 100 دولار أمريكى إلى ما يقرب من 6000 روبل وهى قادرة على تحقيق الكثير نسبياً – حتى بالمقارنة بالجنيه المصرى – إلا أن مستوى المعيشة (محترم) بشكل عام ... فبغض النظر عن ملكية جميع أفراد الشعب لسيارات خاصة من عدمه على سبيل المثال ... إلا أنه يمكننى القول بأننى لم أر إلا سيارة واحدة من طراز (لادا 2017) كنموذج للسيارة الإقتصادية محلية الصنع والتى يفترض أن روسيا هى الدولة الأم لإنتاجها ... بل أن متوسط أعمار السيارات لا يزيد عن 5 سنوات بشكل عام ؟!!.

الكثير الكثير يمكن التحدث عنه بهذا البلد الكبير والراقى ، وهو ما أعادنى لذاكرة 25 عاماً ماضية قبل تقديم عصر "البيروسترويكا" من الزعيم السابق (جورباتشوف) والتى نقلت الدولة الروسية إلى مستوى آخر لم يكن أحد ليتوقعه بعد العديد من السنوات المظلمة من الإشتراكية .... فى الوقت نفسه التى لا زالت مصر تسير فيه بالطريق العكسى للتطور بالمقارنة بهؤلاء ... وعليه لا أستطيع إلا أن أقول "من موسكو مع خالص حبى" !!؟.