السوق العربية المشتركة | التجاهل ... سيد الموقف

السوق العربية المشتركة

الأحد 4 مايو 2025 - 01:33
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
التجاهل ... سيد الموقف

التجاهل ... سيد الموقف


إستشرت مؤخراً ظاهرة غير حميدة بين )العديد( من مدراء تسويق شركات السيارات بصفة خاصة والشركات الصناعية والتجارية بصفة عامة ، وهى عدم التجاوب فى الإتصال مع وسائل الإعلام المختلفة – وأؤكد هنا على وسائل الإعلام بشكل رئيسى وليس الإعلان – فالأغلبية يدعون أنهم غاية فى إستمرارية الإنشغال – لدرجة عدم الرد على أغلب المكالمات الهاتفية حتى ولو لاحقاً ؟! – بل والأمَر من ذلك فى من يكونون منهم مسؤلون عن الإتصالات إلى جانب المهام التسويقية ولا يقومون بالرد ... والأسواء من هم يعملون بتخصص وظيفة مدراء للإتصالات التسويقية ولا يقومون بالرد ؟! أوليست تلك مهمتهم بأن يقوموا بالرد والتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة ؟

القضية متشعبة – وللأسف قد يكون من ضمن أسبابها وسائل الإعلام نفسها – حيث إختلطت مسئوليات الإعلاميين بالنشاط الإعلانى بشكل مباشر أو غير مباشر ، ومن ثم فقد أصبح يتعاطى هؤلاء المدراء للتسويق والإتصالات مع تلك الإتصالات الهاتفية أو طلب تحديد مواعيد للقاءات عمل على أنها جميعاً تصب فى خانة الإعلانات ، ومن منطلق أن ميزانيات الشركات الإعلانية خلال الأعوام الأخيرة قد أصيبت بالوهن والضعف وأحياناً الشلل ... فقد أصبحت الرؤية السهلة للمسئولين بتلك الشركات هى (التجاهل التام).

ولكن ياسادة دعونا نفند القضية من منظور إحترافى لمن يعرفون ما معنى الإحتراف :

أولاً – كل إتصال من ممثل لجهة إعلامية (أو حتى إعلانية) يجب الرد عليه حتى وإن كان يستهدف الحصول على إعلانات ، فلا يوجد إعلان (حتمى التنفيذ) والأمر بين القبول والرفض وهو أمر طبيعى بكافة الشركات العالمية – وليست المصرية فقط ! – فما بالكم إذا كان الإتصال لأسباب إعلامية ولأغراض التواصل والعلاقات العامة ؟

ثانياً – أوليس مهمة مدراء الإتصالات التسويقية والتسويق أن يقوموا بالتواصل المستمر مع (عملائهم الرئيسيين) وهم مجتمع الإعلام والإعلان ، فإن قاموا بتجاهلهم وعدم الرد عليهم فسيعد ذلك نوعاً من (........) ومن ثم فهم لا يعدون أكفاء لشغل مناصبهم هذه.

ثالثاً – ولماذا يثور هؤلاء (المسؤولون) عندما يتم نشر أخبار أو تحقيقات لا تتوافق مع أهوائهم أو أهواء شركاتهم ، وهم الذين رفضوا التواصل مع تلك الجهات الإعلامية والصحفية منذ البداية... ومن ثم لم يمدوهم بآخر أخبارهم (والأمثلة عديدة ومعروفة بهذا الشأن).

وأخيراً ، نرى أن قمة السوء فى هذه القضية هو مايفعله بعض هؤلاء المدراء فى إقناع شركاتهم بأن هناك عدد محدد ومتميز من ممثلى الإعلام الواجب التعامل معهم وبشكل حصرى .. أما البقية فهم دون مستوى التعامل وهو الخطأ الفادح الذى ترتضيه شركاتهم (عن جهل) والذى ينتج عنه إنحدار مستوى التغطيات الإعلامية بسبب إختيار ممثلى إعلام يتم تحريكهم (بالريموت كنترول) بمنتهى السهولة ومن فئة (Copy ..Paste) وهو ما أوصل مستويات التغطيات الصحفية والإعلامية بالسنوات الأخيرة إلى القاع.

ياسادة يا محترمين – يا من تصرون على تجاهل التواصل من ممثلى الصحافة والإعلام .. وحتى ممثلى الإعلان – إن كانت صعبت عليكم مهام وظائفكم والتى من أساسياتها إستمرار التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة ، فننصحكم بترك مهامكم أو وظائفكم لأناس يعرفون كيف يديرونها بحرفية وإحترام.