تحتفل مصر والأمة العربية هذه الأيام بذكرى الانتصار فى حرب أكتوبر المجيدة التى أثبت فيها جنود مصر البواسل للعالم أن مصر كنانة الله فى الأرض، لم ولن يستطيع أى معتدٍ النيل منها.

43 عاما مرت على انتصار الجيش المصرى العظيم فى حرب 6 أكتوبر 1973 ضد الاحتلال الإسرائيلى الذى احتل أرض سيناء الطاهرة 6 سنوات، لكن تمكن أبناء القوات المسلحة من النيل من الجيش الإسرائيلى فى معركة الكرامة والشهادة، وسجلوا للتاريخ ملحمة الشموخ التى راح فيها آلاف الشهداء والأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل كرامة هذا الوطن الذى نحيا جميعا من أجله، لقد نجح الجيش المصرى فى يوم 6 أكتوبر1973/ العاشر من رمضان فى تحقيق نصر كبير من خلال عبور خط برليف المنيع فى معركة هى الأقوى والأكبر بعد الحرب العالمية الثانية، غيّرت مصر من خلالها موازين القوى العالمية وقضت على أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى تمت هزيمته فى ساعات قليلة، واستطاع رجال القوات المسلحة المصرية أن ينالوا احترام العالم من خلال «المعجزة العسكرية» التى قدمها الجيش المصرى العظيم والتى رفعت رأس مصر والعروبة شامخة أمام العالم أجمع، واستردت مصر سيادتها الكاملة على قناة السويس وجميع أراضينا فى شبه جزيرة سيناء، وكانت هذه الحرب بداية الطريق لاتفاق مصر وإسرائيل على معاهدة كامب ديفيد «معاهدة السلام»، ولن ينسى التاريخ ولن ننسى كمصريين شهداءنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم من أجل كرامة مصر وفرض سيادتها على كامل أراضيها.

إن هذه الحرب العظيمة وتلك الملحمة الجليلة كانت خير شاهد ودليل على عظمة الجندى المصرى الذى نال شرف الشهادة على رمال سيناء الطاهرة أرض الفيروز، وكانت من أهم الأسباب التى وضعت مصر عسكريا فى مصاف الدول الكبيرة، تمر السنين والأيام ويبقى أن تظل قلوبنا يملؤها التفاؤل بأن مصر دائما لا يهزها معتد أو غاشم، وأن الجيش المصرى الشامخ هو الدرع الحصين لأرض الوطن، وأن أبناء مصر جيشا وشعبا دائما يد واحدة، فوقت الحرب يتحول الشعب كله إلى جيش يحمى حما الوطن ويقدم أرواحه فداء لمصر ولأرضها الطيبة.

إننى من خلال هذه الكلمات أرفع أكف الضراعة إلى الله تعالى وأدعوه بالرحمة لكل شهداء مصر الأبرار على مر التاريخ، وأدعو الله أن يعم على مصر الأمن والأمان والسلام بفضله تعالى ثم بفضل أبنائها المخلصين الذين يقدمون التضحيات العظيمة بكل غالٍ ونفيس من أجل أن تحيا مصر دائما شامخة قوية لا يهزها جاحد ولا يهزمها ظالم، ولنا فى حرب أكتوبر المجيدة عبرة، تلك المعركة التى تكاتفت فيها كل الجهود المصرية والعربية من أجل أن نحيا فى وطن عربى يجمعنا جميعا تحت لواء السلام والمحبة.

كما أدعو الله تعالى أن يتغمد برحمته الشهيد القائد الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، هذا الرجل الذى نهض بمصر نهضة يذكرها التاريخ ويشهد لها العالم كله.

عاشت مصر دائما أرض الكرامة والسلام والشموخ.