السوق العربية المشتركة | التاكسى والملاكى

السوق العربية المشتركة

السبت 3 مايو 2025 - 16:24
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
  التاكسى والملاكى

التاكسى والملاكى


لا شك أننا خلال الأعوام الأخيرة تابعنا عملية تطوير سيارات الأجرة بالقطر المصرى خاصة بالعاصمة المصرية وبالتحديد مع مشروع إحلال التاكسى القديم بـ(التاكسى الأبيض)، وهو الأمر الذى لا شك فى أنه نقلة نوعية بقطاع خدمات نقل الأفراد العامة- بالرغم مما اعتراه من بعض السلبيات فى تفاصيل المشروع وتطبيقاته.. إلا أن المشكلة التى بدأت تطفو على السطح وبقوة- خاصة بعد سنوات ثورة يناير 2011- هى تحول التاكسى (بشكل عام) إلى سيارة ملاكى؟! والمقصود هنا بهذا التعبير أمرين رئيسيين هما:

• شروع العديد من سائقى التاكسى (خاصة الأبيض) باختيار زبائنهم ومسافات وأماكن إيصالهم لها وليس العكس؟! فبمجرد الإشارة لأحد هؤلاء السائقين- الشاذين عن القاعدة- يبادر فى السؤال عن الجهة المرغوب فى التوجه لها قبل ركوب الزبون وكأنه لا يحمل عداداً بسيارته التاكسى وهو الفيصل بين السائق والزبون، بل وأحياناً يبادر بالتطاول فى الكلمات عن تلك الجهة المرغوب فى التوجه لها بالرغم من عدم انتمائها إلى أى أماكن متطرفة أو قد يشوبها بعض القلق من عمليات خطف لتلك السيارات أو سائقيها.. أو حتى ذات طبيعة أسفلتية متهالكة مما سيؤثر على حالة السيارة الميكانيكية.. بل على العكس فى أغلب الأحيان- ومن خلال تجربتى الشخصية- تكون الجهات غاية فى الأمان ومثالية الطرق شأن مناطق مصر الجديدة، مدينة نصر ووسط المدينة

والواقع المؤلم بأن الكثير من سائقى التاكسى فى مصر أصبحوا هم من يختارون الزبون وكذلك الوجهة المرغوب فى التوجه لها وليس العكس- دون أعذار منطقية، مع العلم أنه لا توجد هنا أى مجالات للأعذار.. فمن لا يرغب فى العمل، فلا يوجد ما يضطره للوقوف للزبائن بمنتهى البساطة- فى حين أننا أثناء رحلاتنا بخارج مصر وعند التوجه لطلب أى تاكسى بالإشارة له فيقوم بالتوجه إلى اى مكان مرغوب دون تعقيب.. حتى لو الانتقال لمدينة أخرى، فالفيصل بين السائق والزبون هو العداد (وما أدراكم ما العداد لدى بعض السائقين وما يتم عليه من تلاعبات؟!).

• الجانب الآخر الذى بدأ بالانتشار مؤخراً هو شروع بعض أصحاب السيارات الملاكى بتحويل لونها للون الأبيض- إذا لم يكن هو لونها الأصلى- ويبدأ بالوقوف إلى الزبائن المحتملين بالشوارع بزعم أنه تاكسى أبيض، بل وقد قام بعضهم بإضافة عدادات داخل سياراتهم لإيهام الزبائن بأنه تاكسى بالفعل، ومن لا يلاحظ اللوحة الرقمية للسيارة فسيقع بهذا الفخ بمنتهى السهولة- بغض النظر عن حسن نية ذلك السائق وأهدافه من عدم- وهو الأمر الذى يصب فى النهاية فى غياب الدور الرقابى للإدارات المرورية من جانب، والأفراد أنفسهم من جانب آخر.. مع العلم أن هناك عرفا سائدا بالعديد من دول العالم بإمكانية توصيل بعض أصحاب السيارات لأشخاص راغبين فى الحصول على (توصيلة) سواء بشكل مجانى أو بمقابل مخفض بالمقارنة باستخدام التاكسى الرسمى.

على الجانب الاخر، ما زالت فكرة عمل هيئة النقل العام على طرح فئة أعلى مستوى للباصات العامة المستخدمة حالياً مطروحة منا لدراستها ومن ثم تنفيذها بأن تكون أعلى تجهيزاً وتتمتع بخدمة مكيفة (ولنفترض أن يتم ذلك بمقابل خمسة جنيهات) فسيعمل ذلك بطبيعة الحال على تشجيع الكثيرين لترك سياراتهم والاعتماد على هذه الوسيلة الحضارية وهو ما سيترتب عنه سيولة مرورية أكبر وخفض بنسب التلوث المنبعثة من سيارات هؤلاء.. والتى نأمل أن تكون بهندسة القاعدة المنخفضة (Low Floor) وهو ما سيسهل الأمر على ركوب كبار السن والمرضى حيث تتميز تلك الباصات بوجود درجة ركوب واحدة وليست ثلاثة أو أربعة درجات عالية ومرهقة لهؤلاء أصحاب الإحتياجات الخاصة كما هو دارج بباصات النقل العام (فيما عدد محدود جداً قدم على سبيل التجربة من منخفضة القاعدة).. وهو الأمر الذى نأمل أن يستمر ويتزايد خلال المرحلة المقبلة.