السوق العربية المشتركة | شهادة الواجب وواجب الشهادة

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 13 مايو 2025 - 05:53
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
شهادة الواجب وواجب الشهادة

شهادة الواجب وواجب الشهادة

عندما شرعت فى كتابة مقالى هذا العدد تذكرت عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماحته وعفوه حينما دخل مكة المكرمة وفتح الله عليه مكة، وقال مقولته الشهيرة لأهل قريش «ما تظنون أنى فاعل بكم؟!» فقالوا «أخ كريم وابن أخ كريم»، فقال صلى الله عليه وسلم «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، نعم لقد أعطانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- درسا فى العفو عند المقدرة، رغم ما فعله به كفار قريش والظلم الذى نال الرسول صلى الله عليه وسلم وجميع الصحابة والمسلمين، ومع ذلك كانت عظمته فى عفوه عنهم، فهكذا تعلمنا من رسولنا الكريم ومن ديننا الحنيف، فالإسلام دين السماحة والعفو والمغفرة، ولم يدعم أبدا العنف أو طائفية أو تحيز لفريق على حساب الآخر، فمن أين أتى هؤلاء المتشددون فى الدين بأحكامهم وتلك الافتراءات التى يدعون لها؟! ومن أين جاءوا بما يدعون من حق يراد به باطل؟! ماذا يريدون ومن وراءهم؟!



إن مصر لم تعرف أبدا- على مدى تاريخها القديم والحديث- هذا التشدد فى الأديان، ولم يدعُنا رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- أبدا إلى تشدد أو قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، فلماذا إذن يشرعون فى قتل المصريين ومن هؤلاء القلة الحاقدة التى لا تريد إلا الخراب لمصر وللأمة العربية.

لقد طالت يد الإرهاب الغادرة الأيام الماضية مجموعة أخرى من صفوة أبناء الجيش المصرى فى سيناء الذين نالوا الشهادة بشرف وكرامة وعزة، وذهبوا إلى دار الحق ليكونوا شهداء أمام الله تعالى يوم الدين ويكونوا دليلا قاطعا على غدر الإرهاب والإرهابيين، فهم بحق شهداء للواجب، فشهادة الواجب لا يعرفها إلا من جاهد فى سبيل الله بحق، وشهادة الواجب فرض على كل جندى مصرى شريف يسعى إليها بعزم قانعا ومقتنعا بإيمانه بالله تعالى، وحبه لهذا الوطن الذى لا يستحق منا إلا التضحية من أجله، فهنيئا لهؤلاء الرجال بشهادة الواجب وهنيئا لهم واجب الشهادة الذى منحهم الله تعالى إياه دفاعا عن وطنهم وحتى نعيش نحن فى عزة.

إننى أتوجه برسالتى إلى هؤلاء الخونة والعملاء ومدعى الوطنية وأقول لهم: العدو الحقيقى ليس فى سيناء، العدو الحقيقى هو من يدفعكم لخراب بلادنا، فلن نسكت أبدا ولن تقهر مصر ولن تنالوا من بلادنا ولن تنالوا من جيش مصر، فمصر بلد السلام وجنودها هم خير أجناد الأرض، حفظ الله لنا مصر وحفظ جيشها العظيم حامى حما مصر والعروبة أجمعين.