ضمن زيارتى الأخيرة لمدينة الأعمال الألمانية (فرانكفورت) وبالتحديد لحضور الدورة الرابعة والعشرين من معرضها العالمى الأشهر بقطاع الصناعات المغذية للسيارات وخدماتها المتباينة "أوتوميكانيكا فرانكفورت".. جذب انتباهى نشاط الحالة التجارية والاقتصادية الألمانية بصفة خاصة، والعديد من دول العالم بصفة عامة، وهو ما عكسه كم المشاركات الفاعلة بالمعرض الذى زادت به على 4820 شركة على مستوى العالم.

والأمر هنا يفرض علينا المقارنة سواء المباشرة أو غير المباشرة مع الاقتصاد المصرى الذى يتضح جلياً مدى معاناته بشكل عام خلال السنوات الأخيرة– خاصة بقطاع صناعة السيارات وصناعاتها المغذية فى مصر- وهو ما ظهر جلياً بخروج بعض الأسماء من السوق من جانب وإغلاق العديد من المصانع من جانب آخر، علاوة على الضعف المستمر الذى أخذت العديد من الشركات من المعاناة منه خلال الفترات الأخيرة.. الأمر الذى اتضح أيضا من مشاركة شركتين مصريتين فقط ضمن (الجناح الوطنى المصرى)!

وعند النظر إلى نموذج عملى للدراسة والتعلم.. نرى أن هيئة مثل هيئة معارض مدينة فرانكفورت الألمانية، وبغض النظر عن العدد الضخم من المعارض التى تقوم بتنظيمها سنوياً بالعديد من القطاعات التجارية والصناعية، فسيكون تركيزنا هنا على اسم معرض (أوتوميكانيكا) الذى يعد الأكبر فى العالم بتخصصه، ليس فقط بدورته الألمانية بفرانكفورت التى تنظم كل عامين وهى الأكبر فى تخصصها عالمياً، لكن أيضا بسلسلة الاسم التجارى للمعرض التى يتم تنظيمها بعدد 15 دولة حول العالم وبعدد 16 مدينة– منها دورة موسكو وسان بطرسبرج بدولة واحدة وهى روسيا– فنرى أن القائمين على المعرض لم يصلوا إلى درجة الاكتفاء بل مازالوا يبحثون عن فرص أكثر وأكبر لتحقيق مزيد من التوسعات وبالتالى الأرباح على مستوى العالم من خلال إبرام شراكات واندماجات لتعزيز تلك التوسعات ولتثبيت قاعدة عملهم من الناحية الاقتصادية.. فها هم يبرمون شراكة مع أكبر معرض عالمى لتصنيع وخدمات الإطارات الذى يحمل تسمية (REIFEN) ليندمج مع الدورة الألمانية الأكبر بفرانكفورت بدءاً من عام 2018، كما قاموا بإبرام شركة مع معرض (NACE) الأمريكى ليتشارك مع دورة المعرض الأمريكية بمدينة شيكاغو بدءاً من العام المقبل 2017 وليمثلا سوياً درع منافسة قوى للصد أمام المعرض الأمريكى الأشهر (SEMA)، وبالوقت نفسه قاموا بإبرام شراكات مع منظمى معارض محليين بدولة فيتنام ليتم تنظيم دورة جديدة تحت تسمية أوتوميكانيكا بمدينة (Ho Chi Minh) الفيتنامية.

ومن هذا (نأمل) أن نتعلم الدرس نحن فى مصر– وكما قام منظمو معرض أوتوماك فورميلا بالشراكة مع شركة Informa الإنجليزية لتنظيم المعرض المصرى منذ دورته الأخيرة 2016– فنحن نتمنى أن يجد أصحاب المصانع والأعمال بقطاع السيارات وصناعاتها المغذية طريقهم لإنقاذ أعمالهم بإبرام شراكات واندماجات سريعة لإنقاذ هذا القطاع الاقتصادى المهم من الدمار كما دمرت العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى فى مصر.. فهل من مجيب؟