السوق العربية المشتركة | كلمة لمن يبيعون أوطانهم..والى حوانيت الغرب

السوق العربية المشتركة

الأحد 8 يونيو 2025 - 11:38
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
كلمة لمن يبيعون أوطانهم..والى حوانيت الغرب

كلمة لمن يبيعون أوطانهم..والى حوانيت الغرب


عندما تحدثت الأسبوع الماضى عن تجربة الإخوان المسلمين الفاشلة فى مصر ووضعت عدة تساؤلات بشأن متى يدرك الغرب مصالحنا؟ ولماذا يناصر الغرب الإرهابيون؟ خاصة أن الإرهاب لا يختلف هنا وهناك، فعندنا قتلى وضحايا وهم كذلك، والإرهابيون يغضبون عندما نلحق بركب التطور والحضارة المدنية، فهم يريدوننا أشلاء وجثامين، يريدون أوطاننا بلا روح ولا أمل، ولهذا دعونا الغرب الى أن يقف بجانبنا ويناصر قضايانا ويبتعد بمؤامراته عنا، فهو عندما أسس للإرهاب لم يسلم هو الآخر من دمائه، فالسحر انقلب على الساحر.

نستكمل اليوم معا قصة تأسيس الإرهاب فى بلداننا، وكيف يسعى الغرب الى تكريسه هنا، لنكون طائعين له، ولكن ما من متعظ فى هذه الدول، فعندما تشهد عدة مدن فرنسية وبلجيكية وألمانية وبريطانية حوادث إرهابية يسارعون بإعلان قوانين الطوارئ واستخدام العنف ضد كل من تسول له بالدفاع عن حقوق الإنسان، لكن الوضع يختلف فى بلداننا، فإذا أرادت أى حكومة عربية إعلان حالة الطوارئ فى البلاد عقب أى عملية إرهابية، لم تسلم من انتقادات الغرب واتهاماته بمعاداته حقوق الإنسان، فحقوق الإنسان لدى العرب غير التى لديهم، والأهم عندهم هو مناصرة مواقف الإرهابيين الذين يعيشون بينهم.

ولعل مثالنا الصارخ فى ما نتحدث عنه هو منظمات المجتمع المدنى التى تخضع للغرب وتمويلاته وشروطه وتتلقى منه تعليماتها وأموالها، وبمجرد أن تفكر دولة عربية فى وضع القيود على عمل هذه المنظمات، ينتفض الغرب ويتهمنا بأننا دول قمعية تعمل ضد مواطنيها، ولكننا نذكر البعض هنا كيف كان للولايات المتحدة مواقف متشددة بل تصل الى حد تجريم تمويل أى منظمة أو جهة إسلامية فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، رغم أن الجهات المتلقية كانت تصرف هذه الأموال فى مشروعات خيرية وخدمية للمسلمين.. لكن إدارة جورج بوش الابن رأت عكس ذلك وقررت وقف سيل الأموال، وكل هذا بحجة أن هذه التمويلات تذهب للإرهابيين، وبمجرد أن نتخذ نحن مثل هذه المواقف لوقف سيل الدم نواجه مباشرة اتهامات معيبة فى حقنا.

الغرب الذى اتحدث عنه ليس الحكومات فقط أو المنظمات الغربية التى تفتح أفرع لها فى الدول العربية، حيث يضاف لكل أولئك، وسائل تحريضية أخرى من بينها الإعلام الذى يخدعنا ويبث تقارير مزدوجة الأهداف، فمن يتابعها ربما ينخدع بمضمونها الناعم، لكن المؤكد أن الهدف من تقارير بعض المحطات الإخبارية العالمية مثل «بى بى سى» و«سى إن إن» تبث السم فى العسل، وتؤجج نيران الحقد، ولا تقطع صلتها بالإرهابيين هنا فى البحرين أو مصر أو السعودية ودول عربية أخرى عديدة، ويعيب كل تقاريرها أنها لا تتصل سوى بالجماعات المعارضة وتبتعد تماما عن وجهة نظر الحكومة، ثم توجع أدمغتنا وتدعى انها وسائل إعلام محايدة، والحياد نفسه يكفر بها ولا يصدقها لأنها بعيدة عنه.

وقبل أن أتحدث عن مجريات الأمور فى مصر وماذا جنته من التدخلات الدولية فى شئونها الداخلية، نتطرق باختصار شديد الى ما لعبته المنظمات الدولية من دور مضلل ضد الشعب البحرينى، ومثالنا الواضح هو جمعية الوفاق، فالجمعية تأسست بشكل ممنهج لعدم احترام الدستور والطعن فى شرعيته، بالمخالفة للمادة 3 من قانون الجمعيات السياسية، حيث تعتبر الجمعيات «تنظيمات وطنية شعبية ديمقراطية تعمل على تنظيم المواطنين وتمثيلهم وتعميق الثقافة والممارسة السياسية فى إطار من الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى والديمقراطية وفق الدستور وميثاق العمل الوطنى».. لكن الجمعية دأبت على الطعن فى شرعية دستور المملكة والتحريض على عدم احترامه، كما وصفت المملكة بأنها «تعيش بلا دستور وخارجة عن العقد الاجتماعى والشرعية فيها معلقة». ومرورا بمحاولة العمل على تأليب الشعب ضد الدستور الذى تعتبره غير توافقى ولا يمثل الإرادة الشعبية، فهى تأسست من أجل التحريض على العنف وتأييد الجماعات الإرهابية٬ وكان العنف السياسى هو وسيلتها للضغط على المملكة لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين لتحقيق أهداف سياسية٬ والعنف هنا أسفر عن أذى وتدمير. ثم نأتى لهدفنا مباشرة وهو استقواء الجمعية بالخارج والمطالبة بتدخله فى شئون المملكة الداخلية، وقد برز هذا فى الكثير من مواقفها وبشكل ممنهج، لإقحام ما سمته «تغييرات إقليمية» فى الشأن الداخلى البحرينى الوطنى، والطلب من المجتمع الدولى التدخل٬ وأن يلعب دورا نشطا فى إدارة أمور البحرين.

ملخص الكلام أن «الوفاق» وغيرها من الجمعيات السياسية الدينية ليست سوى متاجر أو حوانيت لمحركيها فى الغرب والذين يستغلون الجمعيات المحلية هنا كأداة للوقيعة بين الشعب وقيادته، وللأسف تنساق الجمعيات والمنظمات المحلية التى تتأسس تحت عنوان مخادع اسمه «حقوق الإنسان» وسرعان ما تلجأ الى أسيادها فى الخارج عند أى مشكلة هنا أو هناك، فى البحرين، مصر، السعودية، أو أى دولة عربية، فالجمعيات المأجورة دائما ما تطعن شرعية السلطة التشريعية، وتتهم المجالس النيابية بأنها ليست مؤسسات ديمقراطية، كما أن الجمعيات المحلية لا تحترم السلطة القضائية وتصف أحكامها بـ«الأحكام الانتقامية الظالمة والمغامرات غير المحسوبة»٬ وتدعى أن القضاء لم يعد محلا للثقة، كما تصف أحكامه بـ«الأحكام السياسية»، لأنه يقف لها بالمرصاد، وليس أخرا، من اعتماد هذه الجمعيات والمنظمات الدين كمرجعية سياسية، واستخدام دور العبادة لممارسة النشاط السياسى، وتستغل الدين لتحقيق مآربها حتى لو كان خرابا للشعب وممتلكاته ومنجزاته على مختلف الأصعدة.

وكما كان لدينا جماعة «الوفاق» الدينية، فالمصريون ذاقوا ويلات تجربتهم مع جماعتهم أيضا، التى يتسلح مسئولوها حاليا بارتباطهم بالدول الأوروبية والاقامة هناك، وشن حملات إعلامية متواصلة ضد مصر بهدف تأليب الرأى العام ضد قيادته، فى الوقت الذى تناصر فيه الحكومات الغربية ووسائل إعلامها هذه الحملات المغرضة ولا تطالبها بالتوقف واحترام قوانين البلاد التى يعيشون فيها كما تطالب كل قوانين ولوائح حق اللجوء السياسى التى تحرم ممارسة أى نشاط سياسى فى البلد المضيف، ولكن الغرب يتغاضى عن هذا الشرط، فهو يتعامل بازدواجية مفرطة معنا، يرفض لحكوماتنا تأمين شعوبها، فى حين يمنح الحق للاجئين غير الشرعيين بممارسة الكذب على الشعوب عن بعد. وكانت مصر قد تعرضت على مدى الأسبوعين الماضيين لحملات إعلامية غربية، وغاب عن منفذيها أن الشعب المصرى واع تماما لما يحاك ضده بالخارج، ومن هم أصحاب هذه المصالح، فهو أيضا مثل الذين نراهم هنا، مجرد حوانيت ومتاجر لشياطينهم فى الخارج.

وما يؤسفنى حقاً، هو أن حفنة من المصريين لا يتورعون فى العمل ضد بلدهم وشعبهم، وهم يستغلون كرم الغرب معهم فى منحهم الاقامات المجانية والهبات والمعونات والمرتبات الشهرية التى لا يتقاضاها أبناء الغرب أنفسهم، ولا هم لهؤلاء المخربين سوى بث السموم ليل نهار لاحباط الشعوب ومحاولها النيل من عزيمتها، والهدف كله هو دفع الشعب الى الانقلاب على سلطته المنتخبة، هذه السلطة التى تقيم المشروعات القومية العملاقة من أجل تأمين مستقبل مزدهر للمصريين، ومن لم ير أو ينكر هذا فهو أعمى حقيقى، أعمى بصر وبصيرة معا، فالمتابع للأخبار المصرية، يكتشف أنه لا يمر يوم بدون افتتاح مشروعات جديدة، سواء خدمية أو انتاجية تكون قيمة مضافة لمصر.. وللأسف فقد قرأت الأسبوع الماضى تقريرا مفزعا عن جمعيات المجتمع المدنى فى مصر، ومصدر فزعى ما جاء بالتقرير بأن هناك 72 ألف جمعية سرية فى مصر!

ومع ذلك، لم تسلم مصر من عمليات إرهابية متواصلة بهدف ذرع اليأس فى نفوس المصريين وثنيهم عن الاربتاط بقائدهم الذى خلصهم من حكم الجماعة الدينية الفاشية التى اختطفت ثورتهم فى 25 يناير 2011 وهى لم تكن مشاركة فيها، لكنها انتظرت وقتا طويلا لكى ترى مآلاتها، فإذا فشلت ارتمت فى أحضان الدولة، أما إذا تحقق لها النجاح فتدعى هنا أنها كانت سببا مباشرة فى انجاحها.

هكذا هى الجماعات الدينية، تلعب دائما من خلف ستار وتخشى المواجهة اللهم إلا إذا عثرت على جهة أو حكومة أجنبية تستند عليها.. وفى النهاية، فكل هذه الجمعيات لا تختلف عن الشيطان كثيرا، فهى مخربة ولديها قدرات تدميرية هائلة وعلى الشعوب الاستعداد لها والنيل منها حتى لا تكون شوكة فى ظهرنا. ويكفى أن مثل هذه الجمعيات تبيع نفسها للشيطان الذى يدفع لها أكثر، فهى تتقلب على أكثر من مائدة، وأطماعها تدفعها الى تذوق المزيد من كل الموائد.

وثمة كلمة أخيرة لكل شخص يسىء لبلده، خاصة المصريين، فبعضهم يتحدث عن أرض الكنانة وكأنها أصبحت عصية على العيش فيها، ورغم أن لى بعض الأصدقاء ليسوا بإخوان، لكنهم يسيئون لمصر أكثر من الإخوان، بحديثهم المغرض عن مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى، فهو زعيمهم الذين اختاروه بمحض إرادتهم..وطبيعى أن يمر أى بلد تعرض لما تعرضت له مصر خلال الفترة سيمر ببعض الصعوبات، فمصر هى الدولة الوحيدة من دول ما يسمى الربيع العربى التى استطاعت الوقوف على قدميها مرة أخرى، ولم ينحل جيشها أو يعمل ضد شعبه، بل تحلى الجيش المصرى بالقوة والشجاعة وساهم بقدر وفير فى محاربة الإرهاب وكذلك شارك فى معركة إعادة البناء، فكان له الفضل الكبير حفر قناة السويس الثانية والعديد من المصانع واستزراع الأراضى الزراعية فى عدة مدن وتعبيد الطرق..فتحية لمصرولكل المصريين الأوفياء.