السوق العربية المشتركة | تداعيات الابتزاز الأمريكى للعرب.. وللسعودية تحديداً

السوق العربية المشتركة

الأحد 8 يونيو 2025 - 10:18
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
تداعيات الابتزاز الأمريكى للعرب.. وللسعودية تحديداً

تداعيات الابتزاز الأمريكى للعرب.. وللسعودية تحديداً

يبدو أن أزماتنا نحن معشر منطقة الخليج لن تنتهى بغياب المدعو باراك أوباما عن المشهد السياسى فى بلاده والعالم أجمع، فما فعله الرئيس الأمريكى ليس بالأمر الهين فى حق الخليج، فهو وفى الفترة الأخير من ولايته الرئاسية لبلاده أبرم اتفاق إيران النووى ليفك الحظر الاقتصادى عن طهران، ثم يدعى أن هذا الأمر فى مصلحة المنطقة، والأكثر مرارة أن يدعو المملكة العربية السعودية وإيران لاقتسام النفوذ فى المنطقة، وهو يعلم أن السعودية لا تريد نفوذا بل استقرار الإقليم وبسط العدالة فى ربوعه، فدولة فى عراقة السعودية وريادتها للعالمين العربى والإسلامى فى غنى عن قول أوباما.

أقول هذا قبل أن يفاجئنا المدعو المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، ليشكك فى علاقة ما أسماه "الحماية" التى تربط الولايات المتحدة بالسعودية، ولا يهمنا هنا ما قاله عن بقية حلفاء الولايات المتحدة مثل دول حلف الأطلنطى بعدم أداء ما عليهم، هذا رغم تزايد الضغوط من الحزبين الجمهورى والديمقراطى على هذا الـ"الترامب" لتخفيف لهجته.

فترامب– هذا الملياردير الذى لا يفهم فى السياسة الخارجية كما وصفه أوباما– أبدى قلقه البالغ من علاقة الولايات المتحدة مع السعودية التى اتهمها بعدم المساهمة بشكل عادل فى الدفاع الأمريكى، وقال: "إننا نرعى السعودية، ولن يستطيع أحد إزعاج السعودية لأننا نرعاها الآن، وهم لا يدفعون لنا ثمنا عادلا.. إننا نخسر كل شيء"، فترامب هنا يتحدث بصفته المرشح الجمهورى ويطالب السعودية بدفع ثمن حماية بلاده لها، ونحن بدورنا نتساءل: ماذا عساه سيفعل معنا إذا فاز فى الانتخابات؟ فهل يطالبنا بثمن الحماية؟ ألم يعلم بأن دول الخليج مجتمعة لديها أرصدة بمئات المليارات من الدولارات فى بنوك بلاده، وأن هذه الأموال تساهم فى تخفيف وطأة التراجع الاقتصادى الأمريكى، وأنه لولا الأموال العربية فى الولايات المتحدة لمرت أمريكا بأكثر من أزمة اقتصادية طاحنة. ثم السؤال الأهم: "ألم يعلم هذا المرشح ترامب والحالى أوباما أن الولايات المتحدة لم ترسل جنديا أو شاحنة عسكرية أو طائرة للمنطقة مجانا، فكله مدفوع الأجر مقدما.. ولعل هذا الموضوع يطول الكلام فيه، ولن يجدى نفعا مع ناكرى الجميل، سواء لمن يشغل البيت الأبيض حاليا، أو من يريد أن يقبع فيه لاحقا.

ونحن هنا لا يهمنا إذن ما ذكره ترامب بأن السعودية لا تدفع المطلوب منها مقابل حماية أمريكا لها، وكذلك لن نهتم كثيرا بما قاله أوباما عن ترامب بأنه لا يعلم الكثير عن السياسة، فلا هذا أو ذاك يفهم فى استراتيجية الشرق الأوسط عموما ومنطقة الخليج خصوصا، فكل افتراضاتهم خاطئة ولم يجانبها الصواب، ومن المؤسف أن نقول هذا عن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذى تصوره سينما هوليوود– أى رئيس أمريكى– على أنه رجل عملاق حاد الذكاء ولبق، ولكن ما صدقت فيه هوليوود هو أن أى رئيس أمريكى على الشاشة قادر على تدمير العالم بضغطة زر، ولعل أوباما هنا والمرشح ترامب قد استبدلا ضغطة الزر فى الأفلام باللسان الذى نطق كفرا وزورا وبهتانا، وكلاهما لا يفهم فى أمور الشرق الأوسط شيئا، ولهذا فشل الأول، وبالتأكيد سيكون الثانى مصيره نفس الفشل إذا استمر على نفس منوال الرئيس الحالى.

ولعل من نافلة القول هنا إذا أردنا ذكر أخطاء أوباما القاتلة، هو تقوية النفوذ الإيرانى فى المنطقة، فى العراق وسوريا، وعدم دعم المعارضة السورية عسكريا وماليا والتباطؤ فى ارسال بعض الأسلحة حتى الخفيفة منها، حتى سيطر تنظيم "داعش" الإرهابى على أراض كثيرة من سوريا والعراق، ناهيك عن توغل النفوذ الإيرانى فى كلتا الدولتين بعلم الولايات المتحدة وإن لم يكن برضاها فسبب سياساتها الخاطئة فى إدارة الأزمات هنا وهناك.

فالولايات المتحدة فى عهد المدعو باراك أوباما، تركت سوريا حتى يتهددها التقسيم ولتسقط للأبد، لتنهار هذه الدولة التى طالما تغنينا بحدائقها وجمالها وأسواقها، وليسيطر عليها أمراء الحرب، بما فيهم الميليشيات الإيرانية التى تنتشر فى الأراضى السورية والعراقية، لدرجة تجعلنا نشك فى أن للولايات المتحدة وإيران مصلحة مشتركة فى تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية إلى دول المنطقة، لتبث الفرقة فيها وزعزعة استقرارها.

ونعلم جميعا كيف سلمت أمريكا العراق لإيران، فتركت سلطات طهران ونفوذها يتزايد ويتضخم، ولم تتدخل فى الحد أيضا من النفوذ الإيرانى فى اليمن، ولم نرها تشجب ما أعلنته طهران مرارا بشأن البحرين.

ويبدو بعد كل ماسبق أن الولايات المتحدة تعمل على زعزعة الاستقرار فى منطقتنا، والذى لا تعلمه واشنطن ان قرار مجلس الشيوخ الأخير بشأن أحداث 11 سبتمبر 2001 لن يضر السعودية فى شىء، فكلنا على يقين أن ما يسمى "قرار التعويضات" هو شأن سياسى أكثر منه تشريعيا، ومبتغى واشنطن منه هو ابتزاز الرياض، خاصة فى ظل تهديد وزير خارجية السعودية عادل الجبير بسحب أرصدة بلاده من أمريكا، وعموما ما زلنا ننتظر تصويت مجلس النواب وهو الأهم وفقا للنظام التشريعى الأمريكى، وحتى إذا كانت بعض التقارير الأمريكية قد تحدثت عن استخلاص التعويضات لمتضررى 11 سبتمبر من الأرصدة السعودية بأمريكا، فهذا محض افتراء وكذب بيَن، لأن جميع الأرصدة الأجنبية العاملة بالولايات المتحدة تتمتع بالحصانة ومن الصعب الاقتراب منها.

والذى نستطيع قوله فى هذا الصدد، إن الولايات المتحدة لا تريد تكبيل السعودية بتعويضات مالية فقط، بقدر ما هو رغبة أمريكية حقيقية فى تقييد السياسة الخارجية السعودية ومحاولة اخضاعها للنزوات الأمريكية فى المنطقة خاصة بعدما نهضت السعودية فى الفترة الأخيرة وأصبحت صاحبة مبادرات عديدة لحل أزمات المنطقة. فالاستنزاف هنا سياسى قبل أن يكون ماديا، وواشنطن تريد بقضية ما يسمى "قانون التعويضات" أن تكون مثل مخلب القط لإثناء الرياض عن سياساتها وتوجهاتها الجديدة فى اليمن وسوريا، خاصة فى ظل رفض السعودية تصريحات باراك أوباما التى دعا فيها الرياض وطهران إلى تقسيم النفوذ فى المنطقة.

الأمر المؤكد لدينا فى الوقت الراهن، والذى لا يقبل التأويل أن الولايات المتحدة ليس لها حلفاء دائمون، وهى عندما تضع السعودية فى مرمى التعويضات– إذا أقر مجلس النواب القانون المشار اليه– فهى بذلك لن تفاجئنا، فهى تخلت عن حلفاء لها كثيرين فى الماضى، ودائما ما تتنكر للحلفاء ولنا فى الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك عبرة.. والأمر المؤكد لدينا أيضا، أن السعودية وكل دول الخليج تعرف مصلحتها الاستراتيجية، وإذا كانت واشنطن لا تريد إحداث توازن سياسى حيال الخليج شعوبا ودولا، فإننا أيضا لدينا أوراقنا الاستراتيجية التى نستطيع أن نلعب بها فى الوقت المناسب. وأخيرا، لن نقول أن ما سنه مجلس الشيوخ الأمريكى عقاب أمريكى للسعودية، لأن الرياض أيضا قوية وهى فى عهدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذى استطاعت السعودية فى عهده اعادة السيطرة على الأوضاع الإقليمية وتقليم أظافر وأنياب إيران ووقف نفوذها وتمددها فى المنطقة، وربما كانت الرغبة الأمريكية الحقيقية من وراء ما يقره مجلس شيوخها هو تقليم الأنياب السعودية.

قبل الأخير..***

مؤسسة "المنجزين العرب" وتكريم سفراء السعادة والعطاء

شـُرفت قبل أسبوعين تقريبا بتكريم مؤسسة "المنجزين العرب" للتنمية لشخصى وأسماء أخرى مرموقة من كافة الدول العربية تقديرا وعرفانا بدورهم وإسهاماتهم فى المجال العام، سواء إعلاميا، برلمانيا، طبيا، اقتصاديا، تعليميا، إداريا، وخلافه وقد شهد الحفل مشاركة عدد من كبار الشخصيات والمكرمين وبحضور رئيس مؤسسة "المنجزين العرب" للتنمية. وقد وضعت المؤسسة بشهادة التكريم وساما على صدورنا، وكم كانت مناسبة رائعة أن يتلقى كل هؤلاء المكرمين العرب تقديرا لانجازاتهم على مستوى مهنتهم.

وحقا.. كان الاحتفال مناسبة جليلة سنظل نتذكرها، خاصة أن كل المكرمين قد أسهموا بقدر وافر فى بلدانهم وقاموا بأدوار خلاقة داخل مجتمعاتهم وكانت لحظات الاحتفال سعيدة خاصةً وقت إعلان التكريم، وإلقاء الضوء على انجازاتهم الشخصية التى استطاعت أن تحقق نجاحا خلاقا وملموسا فى تخصصها، أو فى العمل العام عموما.. إلى أن جاءت لحظة ووصفت "المؤسسة" كل المكرمين من الشخصيات العربية بـ"سفراء السعادة والخير والعطاء"، نظرا لعملهم على رسم السعادة فى حياة الآخرين من خلال أعمالهم ومواقفهم، ومساهماتهم، ومبادراتهم المتميزة والتى كانت عنوانا للخير والعطاء من أجل إسعاد الآخرين.

وقد شرفتنى مؤسسة "المنجزين العرب" للتنمية كونى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمؤسسة بأن أكون ضمن كوكبة مصرية وعربية من المكرمين مثل رئيس مجلس النواب أحمد بن إبراهيم الملا، ود.على جمعة مفتى الديار المصرية الأسبق، ود.مجدى يعقـوب جراح القلب العالمى، والشيخة الدكتورة هند القاسمى رئيس نادى سيـدات الإمـارات للأعمال والمهـن الحـرة، والشيخة نـوال الصـبـاح رئيـس الاتحــاد العربى للمـرأة المتخصـــصة بالكـويـت، والعامرى فاروق وزير الشباب الأسبق بمصر.. وآخرين.