السوق العربية المشتركة | السفارة التركية تُحيي ذكرى رحيل الشاعر محمد عاكف أرصوي ال 89

أقامت سفارة الجمهورية التركية بالقاهرة برعايه السفير التركى صالح موطلو شن حفل تأبين للشاعر الوطني التركي ومؤل

السوق العربية المشتركة

الإثنين 29 ديسمبر 2025 - 10:30
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري

السفارة التركية تُحيي ذكرى رحيل الشاعر محمد عاكف أرصوي ال 89

أقامت سفارة الجمهورية التركية بالقاهرة  برعايه السفير التركى صالح موطلو شن حفل تأبين للشاعر الوطني التركي ومؤلف «نشيد الاستقلال»، محمد عاكف أرصوي، بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لرحيله، في فعالية عكست عمق الروابط الثقافية والإنسانية بين تركيا ومصر.



وشهد الحفل حضور نخبة من المثقفين والفنانين والإعلاميين المصريين، إلى جانب طلاب معهد يونس إمره، حيث جرى التأكيد على المكانة التاريخية والفكرية التي يحتلها محمد عاكف أرصوي بوصفه شخصية وطنية بارزة أسهمت في ترسيخ روابط وجدانية وثقافية بين الشعبين التركي والمصري.

ولم يكن محمد عاكف أرصوي مجرد شاعر تركي، بل كان صوتًا وطنيًا صادقًا عبّر عن وجدان أمة بأكملها في أصعب مراحل تاريخها. ومع إحياء ذكراه في القاهرة، عاد اسمه ليؤكد عمق الأثر الذي تركه في مصر، البلد الذي احتضنه في سنواته الأخيرة وخلّف فيه إرثًا فكريًا وأدبيًا مستمرًا.

وُلد محمد عاكف أرصوي في 20 ديسمبر 1873 بإسطنبول، ونشأ في أسرة علمية غرست فيه حب اللغة والدين والمعرفة منذ الصغر. أتقن العربية والفارسية والفرنسية، وتكوّنت شخصيته الفكرية على يد والده الشيخ محمد طاهر أفندي، الذي كان أستاذه الأول ومصدر إلهامه. ورغم دراسته للطب البيطري، ظل الأدب شغله الشاغل، ليصبح لاحقًا أحد أبرز رموز الشعر الوطني في تركيا.

تتجلّى قيمة محمد عاكف أرصوي لدى الأمة التركية، ليس فقط في المستوى الأدبي الرفيع لقصائده، بل أيضًا في كونه ممثلًا صادقًا للوجدان الوطني.

 فقد كانت أشعاره، التي جسدت روح الاستقلال والصمود الاجتماعي لجيل كامل، مصدرًا للمعنويات وتعزيزًا لمشاعر الوحدة خلال فترات النضال والكفاح. ويُعد «نشيد الاستقلال»، الذي اعتمده البرلمان التركي في 12 مارس 1921، أشهر أعماله وأكثرها تأثيرًا، إذ تجاوز كونه نشيدًا وطنيًا ليصبح تعبيرًا أدبيًا عن التضامن المجتمعي وعن الإيمان والعزيمة الثابتة للأمة التركية.

واعتبارًا من عام 1923، قضى محمد عاكف الشتاء في مصر، ثم استقر فيها إقامة دائمة خلال سنواته الأخيرة، حيث درّس اللغة التركية والأدب التركي في كلية الآداب بجامعة القاهرة. وفي أواخر عام 1933، نشر كتابه السابع والأخير من سلسلة «صفحات» تحت عنوان «الظلال».

 وتعد سنواته في مصر مرحلة مهمة في مسيرته، سواء من الناحية الأكاديمية أو من حيث التحولات الأدبية والفكرية التي شهدها إنتاجه.

وقد تُرجمت بعض قصائده إلى اللغة العربية خلال حياته؛ ففي عام 1932 نشرت مجلة «المعرفة» في مصر قصيدتي «نشيد الاستقلال» و«البلبل»، وتبعتها قصيدتا «إلى شهداء تشاناق قلعة» و«في الأقصر». ومن بين أعماله الأخرى يبرز ديوان «آصم» (Âsım).

محمد عاكف أرصوي ليس مجرد شاعر، بل يُعتبر «الشاعر الوطني» الذي عبّر عن القيم الوطنية والأخلاقية للأمة التركية، وجسّد بقلمه روح الإيمان والوحدة والمقاومة، تاركًا إرثًا خالدًا بين ضفتي النيل وفي ذاكرة وطنه تركيا.