الصين تطالب اليابان بمواجهة تاريخها وإظهار التوبة عن جرائم الحرب
شيماء صلاح
طالبت الصين، اليوم الجمعة، اليابان بمواجهة تاريخها العدواني خلال الحرب العالمية الثانية، وإجراء مراجعة صادقة لمسؤوليتها التاريخية، مؤكدة ضرورة إظهار الندم الحقيقي على الجرائم العسكرية التي ارتكبتها بحق شعوب المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، خلال مؤتمر صحفي، إن على اليابان أن تحترم الحقائق التاريخية، وأن تُظهر التوبة عن ماضيها العسكري من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة، وليس الاكتفاء بالتصريحات الشكلية، مشددًا على أهمية احترام مشاعر الضحايا وذويهم.
وأضاف المتحدث الصيني أن المجتمع الدولي يراقب عن كثب مواقف اليابان تجاه تاريخها، مؤكدًا أن أي محاولات لتشويه الحقائق أو التقليل من فظائع الحرب تقوض الثقة الإقليمية وتعرقل جهود السلام والاستقرار في آسيا.
وتأتي التصريحات الصينية عقب موقف مماثل من موسكو، حيث دعا متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، في وقت سابق، اليابان إلى بناء قاعة تذكارية مخصصة لضحايا النزعة العسكرية اليابانية، باعتبارها خطوة رمزية تعكس الاعتراف بالجرائم المرتكبة خلال الحرب العالمية الثانية.
وأشار الجانب الروسي إلى أن الاعتراف الصريح بالماضي يمثل أساسًا ضروريًا للمصالحة الحقيقية، وأن تجاهل الجرائم التاريخية أو إعادة تفسيرها يفتح الباب أمام تصاعد التوترات الدولية.
وتُعد هذه القضية من الملفات الشائكة في العلاقات الآسيوية، إذ لا تزال الصين وكوريا الجنوبية وعدد من دول المنطقة تطالب اليابان باعتذار رسمي واضح وتعويضات عادلة عن الجرائم التي ارتُكبت إبان فترة الاحتلال والحرب.
ويرى مراقبون أن تجدد هذه الدعوات يعكس استمرار الخلافات التاريخية بين طوكيو وجيرانها، ويؤكد أن الماضي لا يزال يلقي بظلاله على العلاقات الدبلوماسية في شرق آسيا، في ظل مطالب متزايدة بربط الأقوال بالأفعال لتحقيق مصالحة حقيقية ومستدامة.


















