السوق العربية المشتركة | القرآن بين مكة ومصر وإسطنبول… معرض نوعي لفن الخط يجمع روائع الخطاطين المصريين والأتراك

افتتح اليوم في الجمعية الجغرافية المصرية المعرض المصري التركي لفن حسن الخط المقام بالتعاون بين الجمعية والسف

السوق العربية المشتركة

الخميس 4 ديسمبر 2025 - 22:55
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري

القرآن بين مكة ومصر وإسطنبول… معرض نوعي لفن الخط يجمع روائع الخطاطين المصريين والأتراك

افتتح اليوم  في الجمعية الجغرافية المصرية المعرض المصري التركي لفن حسن الخط، المقام بالتعاون بين الجمعية والسفارة التركية في القاهرة، والذي يضم أعمالاً مختارة من مجموعة الخط الكبيرة لرئاسة الشؤون الدينية التركية، الجهة المسؤولة عن طباعة المصحف الشريف والمنشورات الدينية والمساجد في تركيا. كما يضم المعرض نماذج لأعمال خطاطين مصريين وأتراك تُجسّد جوهر الفن الإسلامي وروحياته.



وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد السفير التركي بالقاهرة صالح موطلو شن أن “القرآن الكريم نزل في مكة، وقُرئ في مصر، وكُتب في إسطنبول”، وهي حقيقة—كما قال—مُسَلَّم بها على مستوى العالم الإسلامي. وأضاف أن فن الخط يحتل مكانة خاصة في تركيا منذ العصر العثماني، حيث يُنظر إلى أجمل رسم للقرآن الكريم باعتباره قمة الفن الإسلامي، ويُعرف هناك باسم “فن الخط”.

وأشار شن إلى أن الأتراك أظهروا تقديرًا بالغًا للقرآن الكريم وللغته العربية ولكل حرف من حروفه، فجمعوا بين القدسية والجمال لتقديم المصحف الشريف في أبهى صوره على الورق والجدران واللوحات. وأوضح أن هذا الشغف الفني كان وراء نشأة أرقى خطوط الكتابة في إسطنبول، التي أصبحت مرجعًا عالميًا في فنون الخط.

كما تناول السفير الدور التاريخي للخطاطين العثمانيين الذين ارتقوا بفن الخط إلى أعلى مستوياته من خلال تطوير خطوط النسخ والثلث والجليل والتعليق والديواني والرقعة والطغراء. وأكد أن العثمانيين لم يكتفوا بابتكار خطوطهم الخاصة، بل كتبوا المصحف بأوزان دقيقة وصفحات مزخرفة، حوّلت كل مصحف إلى تحفة فنية مذهبة. ولفت إلى أن هذا الإرث الجمالي لا يزال حيًا لدى الخطاطين الأتراك المعاصرين.

ويضم المعرض نحو 40 عملاً فنياً لخطاطين بارزين من مصر وتركيا، تُبرز عمق التراث المشترك بين البلدين في هذا الفن الرفيع.

كما ألقى كل من الدكتور محمد زكي السديمي، رئيس الجمعية الجغرافية المصرية، والدكتور إسماعيل يوسف، الأمين العام للجمعية، والسيدة مريم دالغيتش، رئيسة قسم الفنون التركية الإسلامية برئاسة الشؤون الدينية التركية، كلماتهم خلال الافتتاح.

وشهد اليوم الأول ورشة عمل في فن الخط قدمها الخطاط التركي الكبير الأستاذ الدكتور محمد مميش، إضافة إلى حلقة نقاشية بعنوان: “فن الخط في تركيا من الدولة العثمانية إلى اليوم”. ومن المقرر أن تُعقد يوم الجمعة 5 ديسمبر ورشة عمل وحلقة نقاشية يقدمها الخطاط المصري محمد صوفي زاده، سليل عائلة خطاطين من أنقرة.

وحضر حفل الافتتاح نحو 300 ضيف من الصحفيين والمثقفين والفنانين المصريين، وسط اهتمام واسع بهذا الحدث الفني المميز.

ويستمر المعرض من 4 إلى 6 ديسمبر 2025، ويستقبل الزوار يوميًا حتى الساعة السادسة مساءً بمقر الجمعية الجغرافية المصرية.