السوق العربية المشتركة | وزير الثقافة يفتتح فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي"

افتتح الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 - 13:15
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري

وزير الثقافة يفتتح فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من "مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي"

افتتح الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من “مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي” برئاسة الدكتور سامح مهران، وذلك خلال الحفل الذي أقيم بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، بحضور حشد كبير من نجوم المسرح المصري والعربي والعالمي،و تستمر فعاليات المهرجان خلال الفترة من 1 إلى 8 سبتمبر الجاري.



 

وخلال كلمته، أعلن وزير الثقافة تفعيل “مركز التدريب الدولي”، الذي سيعمل على مدار العام مستفيدًا من الخبرات والتجارب العالمية، ليمنح المبدعين فرصًا أوسع للتأهيل والتطوير المستمر. كما دعا أسرة المسرحيين في مصر والعالم إلى مناقشة مقترح طالما كان حلمًا لنا جميعًا، وهو أن يحمل المهرجان اسم “مهرجان القاهرة الدولي للمسرح”، على أن تظل العروض التجريبية جزءًا أصيلًا ضمن برامجه، بما يثري تنوعه ويعزز مكانته على الخريطة المسرحية الدولية.

 

وأكد وزير الثقافة أن هذا المهرجان يعكس إيمان مصر العميق بأن الفن هو أعظم وسيلة للتقريب بين البشر، وأن المسرح بما يحمله من طاقة حيّة قادر على فتح نوافذ جديدة للفكر والخيال؛ فكل عرض يُقدَّم هنا هو حوار نابض، لا يكتفي بإمتاعنا، بل يوسع مداركنا ويضعنا في مواجهة أسئلة وأحلام وتجارب شعوب أخرى.

 

وقال: وما يضفي على هذه الدورة خصوصيتها أنها تعيد التذكير بأن مصر لم تكن يومًا بعيدة عن روح التجريب؛ فمنذ فجر التاريخ كان فضول الاكتشاف دافعًا لفنانيها الأوائل، فحوّلوا الصخر الأصم إلى جسد نابض بالحياة، ونقشوا على جدران المعابد والساحات مشاهد أدائية تُعد نواة مبكرة لفنون العرض،ومن تلك الجذور العميقة ظل شغف التجريب يسكن وجدان مصر الفني، حاضرًا في كل عصر، متجددًا مع كل جيل، واليوم يحمل شبابنا هذه الشعلة، فيعيدون ابتكار أشكال التعبير، ويقدمون رؤى جديدة تكشف عن هويتهم الخاصة وتفتح أمامهم آفاق العالم الرحبة؛ فهم القلب النابض لهذا المهرجان وضمانة بقائه فضاءً حيًا للتجريب.

 

وأشار وزير الثقافة إلى أن الاحتفاء بالمسرح التجريبي هو احتفاء بروح المغامرة، وبالجرأة على الخروج عن المألوف، والتطلع إلى آفاق لم تُكتشف بعد، وهو أيضًا تأكيد على أن المسرح، مهما تغيّرت الأزمنة وتبدلت الوسائل، سيظل أكثر الفضاءات صدقًا في التعبير عن جوهر الإنسان وسعيه الدائم نحو الجمال والمعنى. وخلال النسخة الثانية والثلاثين، يعود المهرجان إلى أقاليم مصر، إيمانًا بدورنا في ترسيخ مبدأ العدالة الثقافية وضمان وصول الفنون إلى أبناء الوطن في مختلف محافظاتها.

 

واختتم وزير الثقافة كلمته قائلًا: ولتَبقَ القاهرة منبرًا مفتوحًا للتجريب والإبداع، وينتصر حورس، رمز النهضة، على كل ظلام وجهل، كما انتصر منذ فجر التاريخ، وليظل المسرح في مصر والعالم ساحةً للحرية والخيال والإبداع.

 

كما حرص وزير الثقافة على تكريم عدد من المبدعين المصريين والعرب والأجانب، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في إثراء الحركة المسرحية العربية والعالمية، سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو النقد والدراسات الأكاديمية. وتضم قائمة المكرمين هذا العام 11 شخصية مسرحية بارزة من مصر والعالم العربي ودول أجنبية، على النحو الآتي: من (مصر): الفنان صبري فواز، الفنانة حنان يوسف، الأستاذ الدكتور حسن خليل، والكاتب بهيج إسماعيل. من (الكاميرون): المخرج تاكو فيكتور. من (فرنسا): الباحث والناقد المسرحي باتريك بافيز. من (إنجلترا): الفنان نوريس روفس. من (قطر): الكاتب والمنتج المسرحي حمد الرميحي. من (لبنان): الفنان رفيق علي أحمد. من (الكويت): الفنان محمد المنصور. ومن (العراق): المكرمة الراحلة إقبال نعيم، تقديرًا لمسيرتها المتميزة وعطائها الطويل في المسرح العراقي والعربي.

 

من جانبه، أكد الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، أن الفعل الإبداعي هو رحلة متجددة لاكتشاف الذات، وإعادة تعيين موقعها في العالم، برؤية ترفض التكرار وتسعى دومًا للتجدد. وفي المسرح، حيث يلتقي الوعي باللاوعي، نصبح في مواجهة ذواتنا والآخر في آنٍ واحد، نتوحد وتفكك في تجربة إنسانية عميقة تمتد آثارها إلى حياتنا اليومية. وهنا تكمن قوة المسرح التي حاولت التيارات الفلسفية والسياسية عبر التاريخ تقييدها، بدءًا من أفلاطون مرورًا بجان جاك روسو وصولًا إلى النزعات المحافظة المعاصرة، لكن المسرح ظل دائمًا ينتصر وسيظل ينتصر.

 

واستهلت فعاليات الحفل، الذي قدمته الإعلامية جاسمين طه زكي، بالسلام الوطني، أعقبه عرض احتفالي للمخرج العالمي الراحل روبرت ويلسون، الذي يُنظر إليه كأحد أهم رواد المسرح التجريبي في النصف الثاني من القرن العشرين، وذلك برؤية إخراجية للفنان وليد عوني. كما تضمن عرضًا لفيلم قصير قدّم سردًا لأهم تفاصيل الدورة الحالية للمهرجان، وشهد الحفل تقديم أعضاء لجنة التحكيم والتعريف بهم.

 

وتضمن حفل الافتتاح كذلك عرض “انتصار حورس”، من صياغة دراماتورجية للدكتور محمد سمير الخطيب، ورؤية إخراجية للفنان وليد عوني، وهو عمل يحتفي بالرمزية المصرية القديمة ويعكس انتصار الخير والنور على قوى الظلام، عبر لوحات بصرية وحركية مستلهمة من الأساطير الفرعونية التي تجسد ملامح الهوية المصرية في بعدها الحضاري. ويُعد العرض بمثابة احتفاء بتراث مصر الثقافي الممتد من الماضي إلى الحاضر.

 

وتشمل عروض الدورة الحالية للمهرجان 13 عرضًا عربيًا، من بينها 4 عروض مصرية، وكذلك 7 عروض أجنبية. كما تُقام خلاله 8 ورش فنية، إضافة إلى 11 إصدارًا تتناول قضايا واتجاهات المسرح المتعددة. وتأتي هذه الدورة بمشاركة من: مصر، البحرين، الإمارات، السعودية، تونس، العراق، إسبانيا، رومانيا، أرمينيا، إيطاليا، اليونان، الولايات المتحدة الأمريكية، زيمبابوي، وكولومبيا.

 

وتتضمن قائمة العروض العربية المشاركة في المسابقة الرسمية هذا العام: عرض “قهوة ساخنة” من (مملكة البحرين) للمخرج إبراهيم خلفان، عرض “عطيل وبعد” من (تونس) للمخرج حمادي الوهايبي، عرض “علكة صالح” من (الإمارات) للمخرج حسن رجب، عرض “قد تطول الحكاية” من (السعودية) للمخرج يوسف الحربي، عرض “روضة العشاق” من (تونس) للمخرج معز عاشوري، عرض “الساعة التاسعة” من (قطر) للمخرج محمد يوسف الملا، عرض “الفانوس” من (الإمارات) للمخرج خالد أمين، عرض “سيرك” من (العراق) للمخرج جواد الأسدي، عرض “طوق” من (السعودية) للمخرج فهد الدوسري، عرض “هل تراني الآن” من (مصر) للمخرجة لبنى المنسي (على الهامش)، عرض “الجريمة والعقاب” من (مصر) للمخرج عماد علوني، وعرض “رماد من زمن الفتونة” من (مصر) للمخرجة كريمة بدر.

 

وقد خصص  المهرجان 11 مسرحًا لاستقبال الجمهور المتشوق لحضور العروض التجريبية من مختلف أنحاء العالم، وهي: مسرح الطليعة (بقاعة صلاح عبد الصبور وزكي طليمات)، بمسرح متروبول، مسرح ميامي، مسرح الجمهورية، مسرح الفلكي، مسرح السلام، مسرح الهناجر، مسرح الغد، مسرح السامر، مسرح نهاد صليحة، ومسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، وذلك طوال أيام المهرجان من السادسة حتى العاشرة مساءً.

 

ويُذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يُعد أحد أعرق المهرجانات المسرحية في المنطقة العربية، إذ انطلق لأول مرة عام 1988، ليصبح منصة عالمية لعرض التجارب المسرحية المبتكرة، ومجالًا لتبادل الخبرات بين المسرحيين من مختلف القارات. وتُقام فعالياته هذا العام بمشاركة واسعة من دول العالم، إلى جانب ندوات وورش فنية متخصصة تهدف إلى إثراء الحركة المسرحية المصرية والعربية.