برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية.. نافذة على المستقبل
أحلام 20 طالباً متميزاً في البحرين، تجد لها فرصة للتحقق على أرض الواقع.. هذا ما يحدث كل عام على مدى ربع قرن، من خلال برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية، والذي أطلق الدفعة السادسة والعشرين قبل أيام والتقى بهم سمو ولي العهد رئيس الوزراء ليهنئهم.
لا أستطيع أن أتخيل مشاعر هؤلاء الطلبة أو حتى أولياء أمورهم، وما يمكن أن تمثل لهم هذه النافذة على المستقبل من إشراقة لأيام جميلة سوف تأتي عليهم جميعاً، خاصة وأن لقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة للفائزين وأولياء أمورهم لم يخلُ من عبارات الدعم والتشجيع من سموه.
ولقد قرأت ما كتبه بعض الطلبة الفائزين بالمنح الدراسية العالمية، والذي نشرته صحيفة «الوطن» قبل أيام، والذي عبر عن النزر المتيسر من مشاعر هؤلاء الطلبة وامتنانهم لهذه الفرصة العظيمة، وتأكيدهم على ضرورة رد الجميل إلى الوطن بخدمته عند الانتهاء من الدراسة والابتعاث، وهو ما يؤكد على مبدأ الاستثمار في الإنسان وهو مبدأ أصيل في المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.
فرغم أن هذا البرنامج يأتي من ديوان سمو ولي العهد، إلا أنه ترجمة حقيقية لأحد فروع هذا المشروع الإصلاحي، وتنفيذاً لهذا المبدأ، استطاع سموه أن يخلق منه كوادر وطنية درست في أفضل الجامعات العالمية لتطور قدرات البحرين في مجالات مثل الهندسة، الطب، التكنولوجيا، العلوم، والإدارة، يعملون في القطاع الحكومي وشركات التقنية، والبنوك وفي الأكاديميات العلمية وريادة الأعمال.
الطريف في مجموعة الطلبة الذين تحدثوا أن أغلبهم يفكر في دراسة الهندسة بأنواعها، وهو ما يؤشر إلى مدى التغير في الأفكار لدى الشباب وإدراكهم لحجم التغير في ديناميكيات سوق العمل، ويأتي هذا من الخلفية العلمية لهذا الجيل ممن اختارهم البرنامج من المتفوقين وممن اجتازوا عدة اختبارات وشاركوا في محاضرات وورش عمل صقلت خبراتهم وكشفت لهم ملامح مستقبل التوظيف خلال العقد القادم.
أمر آخر لفت انتباهي في حديث الطلبة هو التأكيد على أهمية المثابرة والعمل، فلم تأتيهم فرصة منحة الدراسة بسهولة، ولكنها كانت نتيجة تحقيقهم لاشتراطات ومعايير صارمة، من التميز الأكاديمي بألا يقل معدل المشاركين عن 95% واجتياز اختبارات اللغة الإنجليزية واختبار القدرات القيادية لديهم. حقيقة ترسخها قيادة مملكتنا الرشيدة بأن الإنسان هو محور هذا الوطن، فمن المهم أن يكون البحريني على أعلى صفات التقدم والعلم والتطور، وأن يواكب العالم وربما يسبقه في أمور كثيرة، وسترى بلادنا مزيداً من الحصاد الثري في الجيل القادم والأجيال المتتالية.