بدء حصاد محصول البطاطس والخير مالي الارض بالمحافظات
السوق العربية : 20 طن للفدان.. البطاطس المصرية تغزو العالم

تقارير - محمد الشناوي
بلغت صادراتها خلال الربع الأول من عام 2025 حوالي 492,763 طنًا، مما يضعها في المرتبة الثانية بعد الموالح.
تُعد البطاطس رابع أهم محصول في العالم بعد الأرز والقمح والذرة، والأول بين غير الحبوب. فكيف تمكنت البطاطس أن تقنع العالم، في غضون بضعة قرون فقط، بتبنيها بشكل كامل؟ إن ما جعل البطاطس لا تقاوم هو قيمتها الغذائية التي لا تضاهى، وسهولة زراعتها نسبياً مقارنة ببعض الحبوب الرئيسية، وقدرتها على التنقل بسهولة في الحروب. وعلى الرغم من أن الدول الرائدة في إنتاج البطاطس في العالم اليوم هي الصين والهند وروسيا وأوكرانيا، على التوالي فإن هذه الدول ليست الموطن الأصلي لها.
شهدت العديد من المناطق الزراعية هذا العام موسم حصاد ناجح لمحصول البطاطس، أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها السوق المحلي بمصر وذلك بعد جهود مكثفة من الفلاحين والجهات المختصة في تطوير أساليب الزراعة وتحسين الإنتاج.
بدأ موسم زراعة البطاطس في بداية الخريف، حيث استخدمت تقنيات حديثة في الري بالتنقيط والتسميد العضوي، مما ساعد على تحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاجية بنسبة ملحوظة مقارنة بالسنوات الماضية. وقد استغرقت دورة زراعة البطاطس ما بين 90 إلى 120 يومًا، تم خلالها تطبيق برامج إرشادية للمزارعين لتعريفهم بأفضل أساليب الوقاية من الآفات وتحسين جودة التربة.
وأشار عدد من المزارعين إلى أن العائد هذا العام كان جيدًا، خاصة في ظل الاستقرار النسبي في أسعار مستلزمات الزراعة وتوافر الدعم الفني من وزارة الزراعة. كما أوضح المهندس الزراعي محمد عبد الله، أن الإنتاج هذا الموسم تجاوز 20 طناً للهكتار الواحد في بعض المناطق، ما يعكس كفاءة المزارعين وتحسن المناخ الزراعي.
من جانبها، أكدت وزارة الزراعة أنها تعمل على تسهيل تسويق المحصول داخليًا وخارجيًا، عبر فتح منافذ جديدة للتصدير وتحسين سلاسل الإمداد. وقد تم بالفعل تصدير شحنات من البطاطس إلى عدد من الدول الأوروبية والعربية، ما ساهم في زيادة العائد الاقتصادي ورفع مستوى دخل المزارعين.
ويأمل العاملون في قطاع الزراعة أن يستمر الدعم الحكومي والتقني، لضمان استدامة هذا النجاح وتوسيع الرقعة الزراعية المخصصة للبطاطس في المواسم القادمة، خاصة في ظل ارتفاع الطلب العالمي على المحصول.
شهدت محافظات مصر هذا العام حصادًا وفيرًا لمحصول البطاطس، وسط إشادة واسعة من المزارعين والمسؤولين الزراعيين بنجاح الموسم وتحسن جودة الإنتاج. وتُعد البطاطس من أهم المحاصيل الاقتصادية التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الدخل القومي، خاصة في ظل الطلب المحلي والعالمي المتزايد عليها.
زراعة البطاطس في مصر: تنوع جغرافي وتوسع أفقي
تُزرع البطاطس في مصر خلال ثلاث عروات رئيسية: العروة الشتوية، والعروة النيلية، والعروة الصيفية، وتتركز زراعتها في محافظات مثل: البحيرة، المنوفية، الغربية، كفر الشيخ، الفيوم، بني سويف، والمنيا، إضافة إلى توسعات في مناطق الاستصلاح الجديدة مثل وادي النطرون وتوشكى.
وتُستخدم تقنيات حديثة في الزراعة مثل الري بالتنقيط والزراعة باستخدام التقاوي المعتمدة، ما أدى إلى تحسين الإنتاج وتقليل نسب الفاقد.
حصاد مبشر وزيادة في الإنتاج
مع دخول موسم الحصاد، أعلنت مديريات الزراعة في المحافظات أن إنتاجية الفدان هذا العام تراوحت بين 12 و18 طناً، مع تسجيل بعض المناطق مثل النوبارية وأراضي المنيا الجديدة معدلات إنتاج تجاوزت 20 طناً للفدان.
وقال الحاج مصطفى عبد الرؤوف، مزارع من كفر الشيخ: "الجو المعتدل ونظام الري المطور ساعدونا نطلع محصول ممتاز السنة دي"، مشيرًا إلى أن البطاطس هذا العام "ناشفة ومتماسكة" وهي الصفات المطلوبة للتصدير.
وفي محافظة القليوبية يحصد المزارعون تعب الشهور الماضية من الرعاية الجيدة والمتتالية للمحصول والتى تقترب من 5 أشهر، حيث شهد هذا العام زيادة إنتاجية بالمحصول بعد الظروف المناخية التى شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، إلا أن السعر لم يكن بالقدر المطلوب للفلاح لتحقيق هامش ربح مرضى له، فهو موسم سنوى لجميع مزارعى المحصول، حيث تمتلئ الحقول بالفلاحين لجمع المحصول الذى يكسو الأرض باللون الأصفر، ويذهب العمال إلى الحقول قبل طلوع الشمس لجنى المحصول من الأرض.
قال أحمد مرغنى أحد مزارعى البطاطس بالقليوبية، أن موسم الحصاد ينتظره الفلاحون كل عام ليكون عونا لهم فى أمورهم الحياتية، حيث أن غالبيتهم يؤجلون مستلزماتهم لموسم الحصاد، أو يسحبون مستلزماتهم بالآجل حتى حلول موسم الحصاد، مشيرا إلى أنه على الرغم من الانتاجية العالية التى شهدها المحصول هذا العام وكذلك جودته، إلا أن سعر البيع الذى يتراوح ما بين 5.5 حتى 6.5 جنيهات من الأرض لم يرض المزارعين، وسط التكلفة العالية للمحصول الذى يحتاج لرعاية خاصة للحصول على منتج عالى الجودة وزيادة فى الانتاج.
وأوضح "مرغني"، أن المحصول منذ بداية عملية الزرع وحتى الحصاد تصل قرابة الـ 140 يوما وقد تصل إلى 150 يوما فى بعض المناطق، للحصول على منتج جيد جدا يمكنهم المنافسة به وتصديره للخارج، مشيرا إلى أن محصول الموسم الحالى جيدا جدا، وذات إنتاجية عالية، مشيرا إلى أن هذا العام كان ذا طبيعة خاصة.
وعن عملية الحصاد، كشف بهجت أمان ، أحد مزارعى البطاطس بمحافظة الغربية ، أنه يبدأ تجمع العمالة لبدء عملية الحصاد بعد صلاة الفجر مباشرة، لتبدأ "المحاريث" فى أعمال شق الخطوط لإظهار المحصول على وجه الأرض مع أول ضوء للنهار، وتبدأ العمالة فى حصاده وتعبئته سواء فى صناديق أو أجولة، تمهيدا لتحميلها بعد ذلك على سيارات النقل لنقلها مباشرة للأسواق، أو لعملية التخزين لها من قبل التاجر مشترى المحصول، لبيعها بأسعار عالية بعد انتهاء المحصول.
وتابع، أن فترة زراعة محصول البطاطس تتخطى الـ 140 يوما، حتى تحصل على منتج ناضج وجيد يمكن المنافسة به وتصديره للخارج، مشيرا إلى أن المحصول هو بمثابة عيد للفلاح وثمرة تعب طوال فترة الزراعة، لأن زراعة البطاطس بحاجة إلى عناية شديدة ومتواصل من الفلاح، حيث أنه بمجرد وجود أسمدة أو مبيدات غير سليمة من الممكن أن تضر بالمحصول ككل ويضيع تعب فترة الزراعة بالكامل هباء.
الاهتمام بالتصدير والدعم الفني
من جانبها، كثفت وزارة الزراعة جهودها لدعم الفلاحين من خلال حملات الإرشاد الزراعي، وتوفير التقاوي عالية الجودة، ومتابعة آفات التربة والرش الوقائي. كما أشارت الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات إلى تصدير كميات كبيرة من البطاطس هذا الموسم إلى أسواق روسيا، السعودية، الأردن، ودول الاتحاد الأوروبي، مما عزز من قيمة الصادرات الزراعية.
التحديات والطموحات
ورغم النجاح، لا تزال هناك تحديات مثل تقلبات الأسعار وتكلفة الأسمدة والنقل. ويأمل المزارعون أن تستمر الحكومة في دعمهم من خلال توفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة وتحقيق سعر عادل للبطاطس في السوق المحلي. ومع هذا النجاح، يُتوقع أن تتوسع المساحات المزروعة بالبطاطس في الموسم المقبل، لتصبح مصر واحدة من الدول الرائدة في إنتاج وتصدير هذا المحصول الحيوي
تطور الأسعار خلال العام فبراير 2025: بلغ سعر البطاطس في منافذ وزارة التموين 11 جنيهًا للكيلو، كما تراوح السعر في الأسواق بين 4 و9 جنيهات، بزيادة قدرها جنيه مقارنة بالأيام السابقة.
مارس 2025: شهدت الأسعار تراجعًا، حيث سجل الكيلو 9 جنيهات بدلًا من 10 جنيهات في بعض الأسواق.
أبريل 2025: تفاوتت الأسعار بين 6.5 و14 جنيهًا للكيلو، مع استقرار نسبي في الأسواق.
مايو 2025: سجل متوسط سعر البطاطس 11.66 جنيهًا للكيلو في الأسواق المحلية، بينما تراوح السعر في سوق العبور بين 5.5 و8 جنيهات.
أسباب التغيرات السعرية
العرض والطلب: تؤثر زيادة الطلب أو نقص المعروض على الأسعار بشكل مباشر.
تكاليف النقل: ارتفاع تكاليف النقل ينعكس على أسعار البطاطس في الأسواق، خاصة في المحافظات البعيدة عن مناطق الإنتاج.
العوامل الموسمية: تؤدي التغيرات المناخية والمواسم الزراعية إلى تقلبات في الإنتاج والأسعار.
مواعيد زراعة البطاطس (العروات)
تُزرع البطاطس في مصر عبر ثلاث عروات رئيسية، تختلف حسب توقيت الزراعة والمناخ:
1. العروة الصيفية: موعد الزراعة: من منتصف يناير حتى منتصف فبراير. ملاحظات: بعض المزارعين يفضلون التبكير بالزراعة بدءًا من منتصف ديسمبر. الاعتماد على التقاوي: تعتمد بنسبة كبيرة على التقاوي المستوردة، والتي تشكل حوالي 35% من إجمالي المساحات المزروعة.
2. العروة الشتوية (الرئيسية): موعد الزراعة: من منتصف أغسطس حتى منتصف أكتوبر. نسبة المساحة: تُشكل حوالي 55% من إجمالي المساحات المزروعة بالبطاطس في مصر.
3. العروة الشتوية "المحيرة":
موعد الزراعة: من منتصف أكتوبر حتى منتصف نوفمبر
نسبة المساحة: تُشكل حوالي 10% من إجمالي المساحات المزروعة بالبطاطس.
أبرز أصناف البطاطس المزروعة في مصر واستخداماتها
تُزرع في مصر عدة أصناف من البطاطس، تختلف في مدة النضج والاستخدامات:
1. أصناف مبكرة النضج (100-105 يوم) أسبونتا (Spunta): درنات كبيرة وطويلة، لونها الخارجي أصفر باهت. مناسبة للطهي والاستخدام المنزلي. 2. أصناف متوسطة النضج (105-110 يوم) كارا (Cara) مناسبة للتخزين والتصدير. إياكس (Ajax) تجود في معظم مناطق الإنتاج، تصلح للسوق المحلي والتصدير للدول العربية.
3. أصناف متأخرة النضج (110-120 يوم): ديزيريه (Desiree) تتحمل التخزين، مناسبة للتصدير. مارا (Mara) مناسبة للسوق المحلي والتصدير.
4. أصناف تصنيعية: ليدي روزيتا (Lady Rosetta) مناسبة لإنتاج الشيبسي والبطاطس المقلية. هيرمس (Hermes) مناسبة للتصنيع والتصدير.
الأسواق التصديرية للبطاطس المصرية في 2025 تُعتبر البطاطس من أبرز المحاصيل التصديرية في مصر، حيث بلغت صادراتها خلال الربع الأول من عام 2025 حوالي 492,763 طنًا، مما يضعها في المرتبة الثانية بعد الموالح.
الأسواق الرئيسية: الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة: تُعد من أكبر المستوردين للبطاطس المصرية، مع اشتراطات صارمة تتعلق بخلو المحصول من الأمراض الحجرية مثل العفن البني.
روسيا الاتحادية: تستورد كميات كبيرة من البطاطس المصرية، مع التركيز على الجودة والسلامة النباتية.
دول الخليج العربي: مثل الإمارات العربية المتحدة ولبنان، تُعتبر أسواقًا واعدة للبطاطس المصرية، خاصة الأصناف المناسبة للاستهلاك المباشر.
الاشتراطات التصديرية: خلو المحصول من العفن البني: تُشترط الدول المستوردة خلو البطاطس من هذا المرض، مما يتطلب فحوصات دقيقة قبل التصدير. الالتزام بالمواصفات الفنية: مثل حجم الدرنات، ونسبة الرطوبة، والمظهر العام للمحصول.
التعبئة والتغليف: يجب أن تتوافق مع المعايير الدولية لضمان سلامة المنتج أثناء النقل والتخزين.
أبرز التحديات التي تواجه زراعة البطاطس في مصر 2025
1. مرض العفن البني: يُعد من أخطر الأمراض التي تهدد محصول البطاطس، وقد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الإنتاج.
تسعى الحكومة إلى القضاء على هذا المرض في مناطق الدلتا لزيادة الحصة التصديرية لمصر.
مكافحة مرض العفن البني في البطاطس اتخذت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عدة إجراءات لمكافحة هذا المرض. الإجراءات الوقائية:
اولا : اختيار السلالات المقاومة: تطوير واستخدام سلالات بطاطس مقاومة للعفن البني، مما يقلل من فرص الإصابة بالمرض.
ثانيا : إدارة المحاصيل: تطبيق ممارسات زراعية جيدة مثل تناوب المحاصيل وتقويم التربة لضمان تهوية جيدة للحقول.
ثالثا : التحكم في الرطوبة: ضبط مستويات الرطوبة في المخازن والمستودعات لتوفير ظروف تخزين جافة وباردة، مما يحد من انتشار العفن البني.
رابعا : الفحص الدوري: إجراء فحوصات منتظمة للبطاطس للكشف المبكر عن أي علامات للعفن البني واتخاذ الإجراءات المناسبة فورًا.
2. ارتفاع تكاليف الإنتاج: تشمل التقاوي، الأسمدة، المبيدات، والعمالة، مما يؤثر على ربحية المزارعين.
3. تقلبات أسعار السوق: تؤثر على قرار المزارعين بشأن زراعة البطاطس، خاصة في ظل المنافسة مع المحاصيل الأخرى.
4. تغيرات المناخ: ارتفاع درجات الحرارة وتغير نمط الأمطار يؤثران على نمو وجودة المحصول. استراتيجيات تحسين جودة محصول البطاطس
لتحسين جودة محصول البطاطس وزيادة قدرته التنافسية في الأسواق العالمية، تم تنفيذ عدة استراتيجيات في عام 2025:
1: الممارسات الزراعية الجيدة:
اولا : الالتزام بالمعاملات الزراعية الأساسية: مثل الري والتسميد في المواعيد المحددة، ومكافحة الأمراض الفطرية باستخدام مركبات الكبريت.
ثانيا : الانتباه إلى التاريخ المرضي للأرض: ومراعاة نوعية المحصول السابق، حيث يؤثر ذلك مباشرة على جودة المحصول الحالي.
ثالثا : مراعاة حساسية البطاطس للملوحة: باستخدام محسنات الملوحة لتقليل الضغط الواقع على النبات.
2. استخدام التكنولوجيا الحديثة: اعتماد تقنيات الاستشعار عن بعد لمراقبة الحقول، مما يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض وتحسين جودة البطاطس المصدرة.
نتائج ملموسة في عام 2025
زيادة المساحات الخالية من العفن البني: بلغت 620 ألف فدان، مما يعكس نجاح الإجراءات المتخذة في مكافحة المرض.
ارتفاع صادرات البطاطس: صدّرت مصر 107 آلاف طن من البطاطس بقيمة 40 مليون دولار، مما يعكس نجاح السياسات التصديرية وتحسين جودة المنتجات الزراعية.