السوق العربية المشتركة | مستقبل التبدلات العالمية بخريطة مصنعى السيارات العالميين

لا شك أن العديد من التبدلات قد طالت صناعة السيارات العالمية منذ أيام عصرها الذهبى بخمسينات وستينات القرن الماض

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 14 مايو 2024 - 11:10
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

مستقبل التبدلات العالمية بخريطة مصنعى السيارات العالميين

لا شك أن العديد من التبدلات قد طالت صناعة السيارات العالمية منذ أيام عصرها الذهبى بخمسينات وستينات القرن الماضى ، فبعد أن كانت تحمل مفهوماً وحصصاً صناعية متباينة بين دول وقارات العالم ومع سيطرة شبه مطلقة من السيارات الأمريكية بقيادة مجموعة "جنرال موتورز" بتلك الحقبة ، لتتحول إلى سيطرة مجموعة "تويوتا" العالمية على عرش صناعة السيارات العالمية مع التسعينات وبدايات ألفينات القرن .. وليظهر اليوم لاعبين جدد على الساحة العالمية لمجموعات مصنعى السيارات وخاصة مع نمو صناعة السيارات الكهربائية بشكل كبير ، والذين قاموا بقلب كافة الموازين وتغيير خريطة العالم الصناعية بقطاع صناعة السيارات.



ولإبراز تلك المجموعة من التبدلات بتركيبة السوق العالمى للسيارات ، كان لنا فى البداية التعرف على توجهات العالم لمبيعات السيارات .. فعلى مستوى المبيعات العالمية الإجمالية للسيارات ، أعلنت المنظمة العالمية لمصنعى السيارات (OICA) بتقاريرها السنوية عن أعداد السيارات المباعة على مستوى العالم ، حيث بلغت مبيعات السيارات العالمية رقم 92,724,668 مركبة عام 2023 بزيادة بلغت 12% تقريباً عن عام 2022 التى بلغت (82,871,094( مركبة ، وكانت حصة سيارات الركوب (الملاكى) من مبيعات 2023 قد بلغت 65,272,367 سيارة بزيادة قدرها 11% تقريباً عن مبيعات سيارات ركوب 2022 التى بلغت (58,644,601( سيارة ، فيما كانت مبيعات السيارات التجارية لعام 2023 قد بلغت 27,452,301 مركبة بزيادة قدرها 18% تقريباً بالمقارنة بمبيعات السيارات التجارية بعام 2022 والتى بلغ إجماليها (23,226,493) مركبة.

أما عند تسليطنا الضوء على أهم علامات تجارية مبيعاً للسيارات الكهربائية على مستوى العالم لعام 2023 وبحسب آخر التقارير ، فقد إحتلت BYD المرتبة الأولى مع رقم بلغ 3,000,000 سيارة ، وقد يكون ذلك بسبب ضخامة الشركة مع تاريخها الحافل فى صناعة البطاريات والتى تعتبر الأولى عالمياً ، وذلك علاوة على تبنيها فكر التحول التام لإنتاج السيارات الكهربائية والإستغناء عن سيارات المحركات التقليدية لتثبيت قدراتها التنافسية العالمية فى هذا الإتجاه ، ولتأتى من خلفها شركة TESLA صاحبة الرؤية الثاقبة فى أهمية إستخدام المركبات الكهربائية حالياً وبالمستقبل مع تحقيقها لرقم مبيعات بلغ 1,810,000 سيارة ، لتتبعها فى الترتيب الثالث شركة فولكسفاجن مع بيع ما يصل إلى 1,000,000 سيارة كهربائية ، ولتأتى جيلى بالمركز الرابع مع رقم بيعى للسيارات الكهربائية بلغ 800,000 سيارة ، فيما تعادلت خمس شركات أخرى بأرقامها البيعية للسيارات الكهربائية والذى بلغ 500,000 سيارة وذلك لكل من (مجموعة جنرال موتورز ، مجموعة ستيلانتس، شركة BMW ، شركة هيونداى موتورز ، و شركة GAC موتورز) ، ولتصل شركة مرسيدس – بنز للمركز العاشر مع إجمالى مبيعات لسياراتها الكهربائية بلغ 400,000 سيارة.

 

وبالرغم من إعلان أغلب الشركات الأوربية - لتأجيل - قراراتها بـ "التحول الكامل" لإنتاج السيارات الكهربائية من عام 2030 إلى 2039 وذلك بسبب التداعيات الإقتصادية المخيمة على العالم والتى نتج عنها تخفيض الحكومات الأوروبية لمقادير الدعم الممنوحة على شراء هذه النوعية من السيارات ، إلا أن كافة المصنعين الأوروبيين للسيارات لم يتراجعوا عن فكرة ذلك التحول التام .. وذلك بمقابل المد الصينى الهائل لصناعة السيارات الكهربائية ، بل ومنافستها القوية للسيارات الأوربية فى عقر دارها.

من ناحية أخرى ، ووسط كل تلك الصراعات بدأ العالم يشهد نوعاً جديداً من التحول فى موازين قوى الشركات المصنعة للسيارات على المستوى العالمى ، وذلك من خلال قيمها السوقية العالمية والتى أصبحت مؤشراً رئيسياً لمدى تمدد تلك الشركات عالمياً من جانب ، ولمدى سرعة تطورها بتقديم طرازات جديدة مدفوعة بنمو حجم إستثمار المستثمرين بتلك الشركات من جانب آخر .. ومن خلال التسليط على أقوى 25 شركة عالمية لتصنيع السيارات من الناحية التسويقية ، فقد جاء على قمتها (شركة TESLA الأمريكية) المتخصصة بالسيارات الكهربائية والتى بلغت قيمتها السوقية عام 2023 ما يبلغ 757 مليار دولار أمريكى – وهو يمثل لأكثر من ثلاثة أضعاف القيمة السوقية لأقرب شركة عالمية منافسة لها (وهى تويوتا) ، الأمر الذى عزز من صدارة القيمة السوقية لمصنعى السيارات الأمريكية  مجتمعين عالمياً ، والتى بلغت إجماليها 868 مليار دولار أمريكى -  ولتأتى من خلفها مجموعة الشركات الألمانية مجتمعة ليمثل إجمالى قيمتها السوقية مبلغ 312 مليار دولار وبصدارة شركة بورشه للسيارات الرياضية مع قيمة سوقية بلغت 98 مليار دولار ، وبالمركز الثالث جاءت مجموعة الشركات اليابانية بإجمالى قيمة سوقية بلغت 307 مليار دولار ولتتصدرهم مجموعة تويوتا العالمية  بقيمة سوقية بلغت 222 مليار دولار ، أما عن المركز الرابع فكان من نصيب مجموعة الشركات الصينية الأكبر والتى جاء قيمتها السوقية 192 مليار دولار أمريكى تصدرتهم BYD مع قيمة سوقية منفردة بلغت 88 مليار دولار ، أما المفاجآة فكانت مع المركز الخامس الذى كان من نصيب فيتنام مع شركة وحيدة مسيطرة على ذلك السوق وهى (VINFAST) وبقيمة سوقية بلغت 159 مليار دولار أمريكى ... ليأتى بعد ذلك مجموعة من الشركات والدول والتى منها الهند مع قيمة سوقية لأهم شركاتها بلغت 82 مليار دولار أمريكى ، ثم  إيطاليا مع شركتها الرائدة (فيرارى) وهولندا مع مجموعتها الصناعية (ستيلانتس) واللتان جاءتا بقيمة سوقية بلغت 56 مليار دولار أمريكى لكل منهما ، وأخيراً جاءت كوريا الجنوبية مع قيمة سوقية لمجموعة (هيونداى – كيا) مجتمعتين لتبلغا 55 مليار دولار أمريكى.

من المؤكد بعد الإستعراض السريع للتبدلات العالمية فى خريطة مصنعى السيارات العالميين ومدى تصدر قيمهم السوقية العالمية أمام منافسيهم .. بأن الغلبة ستكون من نصيب الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية بالمرحلة المقبلة ، وذلك لمدى قدرتها على التطوير والإستقطاب لمساهمات من المستثمرين  الذين سيضمنون لها فى النهاية التفوق والريادة العالمية.