السوق العربية المشتركة | معني السيادة الوطنية.. هذا هو الفرق!!!

عقب الغارة الإسرائيلية علي دمشق التي أستهدفت السفارة الإيرانية هناك وقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني وكم

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 00:11
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
معني السيادة الوطنية.. هذا هو الفرق!!!

معني السيادة الوطنية.. هذا هو الفرق!!!

عقب الغارة الإسرائيلية علي دمشق التي أستهدفت السفارة الإيرانية هناك وقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني وكما هي العادة تابعنا الصُراخ الإيراني علي جميع المستويات من خلال وسائل الإعلام بالإنتقام من دولة الإحتلال برد فعل إيراني مُحتمل لن يقل في قوته عن مستوي  الجُرم الذي أرتكبته إسرائيل بالإعتداء علي أرضٍ إيرانية تتمتع بحصانة خاصة وفقاً لكل القواعد والأعراف الدولية!!



شيئان مُلفتا للإنتباه مع هذه الأزمة الأول منهما هو تدرج ردود الفعل الأمريكية سواء تلك التي  صاحبت الهجمات الإسرائيلية وأيضاً ردود الفعل الأولية التي صدرت من طهران ومسئوليها في الساعات الأولي التي أعقبت الهجمات ثم إرتفاع حدة التصريحات الأمريكية شيئاً فشيئاً وصولاً إلي توجية تحذيرات مُباشرة لإيران حال فعل وإرتكاب أي شيء يمس بأمن وأمان الدولة العبرية!!

الشيء الآخر المُلفت للإنتباه خلال هذه الأزمة سواء في أيامها الأولي أو ذلك المُصاحب للموقف  الأمريكي الأخير منها هو صدور هذه التحذيرات الأمريكية عبر أربع عواصم عربية يوجد بها قواعد عسكرية أمريكية!!

ليس غريباً الإلتزام الأمريكي بدعم دولة الكيان في كل زمان ومكان ولن نتوقف عنده كثيراً بإعتباره  ثابت رئيسي من ثوابت سياسة واشنطن الخارجية أياً كانت القيادة التي تقطن البيت الأبيض ولاتختلف كذلك مع سياسة الديموقراطيين أو الجمهوريين تجاه إسرائيل وإن أختلفت الصور التي تُعبر عن هذا الإنحياز الصارخ!!

مايهُمنا هنا ماذا يعني وجود قواعد عسكرية أجنبية علي أراضٍ عربية صدرت من عواصمها هذه التهديدات الأمريكية بالطبع إلي جانب وجود مايُطلق عليه أزرُع إيران داخل العواصم العربية وهو مايُعبر بوضوح عن مدي إستقلالية القرار العربي من عدمه ويُعبر كذلك عن سيادة هذه الدول العربية علي أراضيها تُرابها الوطني!!

 

أعتقد أن الأمور الآن أصبحت أكثر جلاء ووضوح بعد هذه العشر سنوات الإستثنائية التي مرت بها المنطقة وكل ماصاحبها من أحداث جسيمة وهو مالم يعُد في حاجة إلي تفسيرات بعد إصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إعادة تحديث القوات المسلحة المصرية علي أعلي المستويات وبأقصى سُرعة ممكنة مهما كانت الصعوبات الإقتصادية والسياسة والأجتماعية المُصاحبة لهذه العشرية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية حفاظاً علي قُدسية وحُرمة التراب الوطني والهوية المصرية التي كانت بالفعل علي حافة الهاوية.

هنا لايجب أن ننسي بأي حال من الأحوال الموقف الوطني للرئيس مُبارك رحمة الله عليه أمام محاولات واشنطن إبان حرب الخليج الأولي وجهودها المُضنية مع القيادة المصرية أنذاك من أجل السماح بتواجد عسكري أمريكي علي الأراضي المصرية إلا أن الرئيس مبارك وقف أمام هذه الأحلام الأمريكية بِكل حزم وصرامة ولم يسمح بِمجرد مناقشة ولو مبدئية الموضوع.

يظل إصرار الرئيس السيسي ومنذ اللحظة الأولي علي إعادة تحديث منظومة مصر الدفاعية وبأقصى سُرعة مهما كانت التحديات من أهم المواقف الوطنية التي حفظت لمصر هيبتها وكرامتها في المنطقة.

كذلك وبصرف النظر عن موقف أياً منا ورضائه عما وصلت إليه قيادته للدولة في سنواته الأخيرة يُعتبر رفض الرئيس مبارك  أي تدنيس أجنبي أو مساس بحرمة التراب الوطني المصري مهما كانت المُغريات من أهم المواقف الوطنية المشهودة له.

تُوضح هذه المواقف الوطنية للقيادات المصرية والقراءات العميقة لأجهزة مصر السيادية وتُعبر دون عناء عن قيمة الجينات الوطنية والعسكرية التي تربي عليا أبناء مصر داخل منظومة القوات المُسلحة هذا بالتأكيد إضافة لذلك الإرث الحضاري داخل المصرية ويتسلمه كل جيل من الجيل الذي يسبقه مايحق لنا جميعاً معهُ أن نفخر بهويتنا المصرية الوطنية وإستقلالية تُرابنا الوطني  من أي تدنيس أو تواجد أجنبي علي أراضينا التي لازالت تحتفظ بحدودها الطبيعية مُنذ آلاف السنين.