السوق العربية المشتركة | الهيدروجين الأخضر

إن مصر لديها رؤية وقدرة استباقية لإنتاج الهيدروجين الأخضر ويأتي هذا التوجه بسبب رؤية القائد الرئيس عبد الفتا

السوق العربية المشتركة

الجمعة 29 مارس 2024 - 11:04
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
الهيدروجين الأخضر

الهيدروجين الأخضر

إن مصر لديها رؤية وقدرة استباقية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ويأتي  هذا التوجه بسبب رؤية القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أراد لمصر أن يكون لها دور ريادي في مجال الطاقة في المنطقة، وأراد أن تكون مصدرا للطاقة لأوروبا ودول الجوار، وقد ظهر هذا في كلمة سيادته في القمة العالمية لطاقة المستقبل في عام 2015، عندما أشار إلى أن الإستراتيجية المصرية ستجعل الدولة المصرية مصدرا ومحورا للطاقة في المنطقة ، وفعل هذه السياسات بنهج علمي  معالي الدكتور محمد شاكر – وزير الكهرباء والطاقة المتجددة .
 
الهيدروجين الأخضر عبارة عن وقود خال من الكربون، مصدر إنتاجه هو الماء ، ويتم توليده بكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بواسطة عملية التحليل الكهربائي ،  حيث يستخدم تيار كهربائي لفصل ذرات الهيدروجين عن ذرات الأوكسجين في جزيئات الماء، وعندما يكون التيار الكهربائي المستخدم من مصدر متجدد كالرياح أو الشمس تتم عمليّة الإنتاج دون أي انبعاث لغاز ثنائي أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبالتالي نطلق على الهيدروجين الناتج اسم "الهيدروجين الأخضر".
 
وقد سبق ان أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المصرية تحديث "استراتيجية الطاقة 2035" لتشمل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة ، كما وقعت مذكرة تفاهم مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتمويل الأعمال الاستشارية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، واتفاقية التطوير المشترك لمشروع إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميغاوات في المنطقة الصناعية بالعين السخنة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وتم توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وشركة مصدر الإماراتية، وحسن علام للمرافق ، ووقعت الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويسمذكرة تفاهم مع شركة ميرسك العالمية، لإقامة مشروع لإنتاج الوقود الأخضر لإمدادات تموين السفن والوصول للحياد الكربوني .  وقد بلغت سعة مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر 11.62 غيغاوات، أي تتجاوز 1.5 مليون طن ، مما سيضع مصر في المراتب الأولى عالميًا بعد أستراليا وبالتوازي مع موريتانيا.
 
وتسعى مصر لتكون مركزا إقليميا للطاعة المتجددة، ضمن استراتيجيتها للتنمية المستدامة 2030، وخاصة في مجال الهيدروجين الأخضر،  وفي هذا الإطار وقعت مصر خلال الفترة الماضية عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركات وتحالفات عالمية لبدء إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، وقد تم خلال 3 أشهر فقط  (من مارس الى مايو  2022) ان وقعت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس المصرية 6 مذكرات تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا باستثمارات إجمالية تبلغ 10 مليارات دولار، شملت 4 مشروعات مع شركات عالمية بجانب مشروعين مع شركات عالمية.
 
والاتفاقيات الاربعة العالمية تشمل مشروعات تعاون مع سكاتك النرويجية لإنشاء محطة أمونيا خضراء بسعة من مليون إلى 3 ملايين طن سنويًا. ويأتي ذلك بالإضافة إلى مشروع تعاون بين توتال إرين التابعة لتوتال إنرجي الفرنسية، وإنارة كابيتال المصرية لإنتاج 30 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، و300 ألف طن من الأمونيا الخضراء بالمرحلة الأولى، وتصل إلى مليون ونصف المليون طن سنويًا في المراحل اللاحقة، وفق بيانات الهيئة الاقتصادية.    كما تضمنت مشروعات أخرى من ضمنها: التعاون مع شركة ميرسك الدنماركية لإنشاء محطة تنتج الوقود الأخضر لتزويد السفن، واتفاق بين "إي دي إف رينيوبلز" الفرنسية وشركة "زيرو ويست" المصرية لإنتاج 350 ألف طن سنويًا من الوقود الأخضر لتزويد السفن. 
  
وهناك ابضا التعاون المصري-الإماراتي لتطوير مشروعات لإنتاج 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر الإماراتية" والشركة المصرية حسن علام للمرافق، عبر أجهزة تحليل كهربائي بطاقة 4 غيغاواط.
 
وخططت مصر -أيضًا- للتعاون مع شركة أميا باور الإماراتية لإنتاج 390 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
في مطلع فبراير 2022  أعلنت الهيئة الاقتصادية لقناة السويس المصرية موافقتها المبدئية على مشروع شركة إتش 2 إندستريز الألمانية لإنتاج الهيدروجين الأخضر من النفايات، وفق ما نشرته حينها صحيفة ذي ناشيونال . ومن المقرر أن تصل الطاقة الإنتاجية السنوية للمشروع 300 ألف طن سنويًا، وتقوم تقنية عمل المحطة المرتقبة على تحويل النفايات العضوية والبلاستيكية إلى هيدروجين أخضر، بما يسمح للقاهرة بالتخلص من 4 ملايين طن من النفايات غير القابلة لإعادة التدوير.
 
تعمل مصر في الاونة الاخيره على عدد من التكنولوجيا الحديثه لتعزيز عمليه التحول في الطاقه وتحويل المخلفات الى طاقه والنقل الكهربائي والشبكات الذكيه وتحليه المياه باستخدام الطاقات المتجدده وتخزين الطاقه بالاضافه الى الهيدروجين الاخضر وفيما يخص التكنولوجيا الهيدروجين فقد تم اتخاذ العديد من الاجراءات لتطوير هذه التكنولوجيا في مصر ويتم حاليا بالتعاون مع بنك الاعمار الاوروبي واحد المكاتب الاستشارية الدوليه في إعداد إستراتيجية وطنيه للهيدروجين منخفض الكربون وفقا لمتطلبات القطاعات المعنيه ووضع خطه عمل للتنفيذ ودراسه توطين صناعه الهيدروجين في مصر والتعاون مع الدول المتقدمه في مجال الهيدروجين للاستفاده من خبراتها ، ومن المتوقع الاعلان عنها خلال مؤتمر قمة المناخ في شرم الشيخ  - نوفمبر 2022 - بالاضافه الى ذلك فقط وقد قامت الحكومه المصريه والهيئة العامة للمنطقه الاقتصاديه لقناه السويس والصندوق السيادي المصري بتوقيع عدد من المذكرات التفاهم مع شركات دوليه لتنفيذ مشروعات رياديه في مجال الهيدروجين الاخضر في مصر  .
وعالميا، تجاوز عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر 500 مشروع عالمي بإجمالي استثمارات تجاوزت 530 مليار دولار، وصل عدد الدول المهتمة بإعداد استراتيجيات وطنية وخطط تنموية لإنتاجه 40 دولة.  وطبقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لعام 2021، تجاوز معدل الإنتاج السنوي من الهيدروجين (عن طريق الغاز الطبيعي والفحم الأحفوري) 120 مليون طن.   وتمثل هذه الطريقة أكثر من 95% من إنتاج الهيدروجين عالميًا، ومرجح أن يصل الإنتاج التقديري من الهيدروجين النظيف إلى 700 مليون طن بحلول عام 2050.
 
د.م. محمد سليمان اليماني: رئيس المجلس العربي للطاقة المستدامة