سيظل 25 أبريل 1982، يومًا استثنائيًا في تاريخ مصر، محفورًا بحروف من ذهب في الذاكرة والقلوب.. نعتز فيه جميعًا بعيد تحرير سيناء من الاحتلال «الإسرائيلي».

هذا اليوم المجيد ـ بما يحمله من عزة وكرامة وفخر ـ هو عيد الأعياد، لتلك الأرض الطاهرة، والبقعة المقدسة، التي حُفرت على رمالها وصخورها دماء المصريين. إذا كانت مصر صاحبة أعرق وأقدم تاريخ حضاري في العالم، فإن شبه جزيرة سيناء، تمتلك أطول سجل عسكري على مرّ العصور، حيث إنها من أكثر بقاع الأرض تعرضًا للهجمات العسكرية منذ فجر التاريخ. لقد دفع المصريون أثمانًا كبيرة من أرواحهم وهم يدافعون عن أرض سيناء، التي تمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر، بما لها من موقع فريد، وما تحويه من ثروات طبيعية ومزايا اقتصادية وسياحية لا مثيل لها في العالم. الآن تحل الذكرى 42 لتحرير سيناء، وسط أجواء مختلفة، بعد الإعلان مؤخرًا عن إنشاء مدينة رفح الجديدة  بمحافظة شمال سيناء، والتي شيدت على 3 مراحل، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى بعدد 272 عمارة سكنية، ومنطقة خدمات رئيسية تشمل كافة المرافق الخدمية وهي مسجدين ومدرستين للتعليم الأساسي وحضانة ومحال تجارية ومخبز ومكتب بريد وسنترال ونقطة شرطة ومطافي. المدينة الجديدة سيتم طرح المرحلة الأولى لمدة شهر في 25 ابريل الجاري بالتزامن مع العيد القومي لمحافظة شمال سيناء، حيث تم طرح المرحلة الأولى بعدد 41 عمارة سكنية، بإجمالي عدد 656 وحدة سكنية، إضافة إلى تخصيص نسبة 10% لأسر الشهداء والمصابين من أهالي رفح حتى الدرجة الاولي، و5% للأفراد من ذوي الهمم من أهالي رفح، و5% للمحافظة كسكن إداري وجهات وهيئات حكومية، وكذلك تخصيص 80% لعموم أهالي مدينة رفح والعاملين بها على أن تكون الإقامة دائمة برفح قبل عام 2014. اللافت أنه لم يتم الاكتفاء بذلك، بل يجري استكمال الأعمال الإنشائية للمرحلتين الثانية والثالثة بعدد 578 عمارة بالإضافة إلى مبنى المجمع الخدمي الحكومي والذي يشمل كافة المديريات  ومناطق خدمات وهي عدد 3 مدارس سمعي وبصري وفكري وعدد 12 مدرسة تعليم ابتدائى واعدادى ومدرستين ثانوي عام ومدرسة ثانوي صناعي بالورش ومدرسة ثانوي زراعي بجميع الأقسام ونادي رياضي وحديقتين مركزيتين وسوق تجاري متكامل وموقف سيارات ومحطة وقود ومنطقة صناعية ومنطقة للتوسعات المستقبلية. نعتقد أن احتفال هذا العام يحمل الخير لمصر بالفعل، وهو ما تجسد في الإعلان عن مدينة رفح الجديدة، كخطوة مهمة على أرض الواقع، بعد سنوات من حكمة القيادة السياسية التى استطاعت أن تحافظ على سيناء خلال الأعوام الصعبة الماضية، وأن تطهرها من الإرهاب الأسود والجماعات المتطرفة التي كانت تسعى لتحويلها إلى منطقة حرب واقتتال. أخيرًا.. في ذكرى تحرير سيناء، سنظل نؤكد أن القوات المسلحة المصرية جنبًا إلى جنب مع رجال الشرطة هم الأعين الساهرة على حماية الوطن ومقدساته ووحدة أراضيه، ولذك نتقدم بالتحية لكل الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء لتراب هذا الوطن لكي ننعم جميعًا بالخير والاستقرار